جديد الموقع



الجمعة، 8 مارس 2019

حكم رقية العجماوات والجمادات

الفتوى رقم: ١١٠٩
الصنف: فتاوى طبِّية

في حكم رقية العجماوات والجمادات

السؤال:

هل الرقية خاصَّةٌ بالآدميِّين أو عامَّةٌ؟ وهل تصحُّ الرقيةُ أو الدعاءُ للعجماوات والجمادات خشيةَ العين؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فليست الرقيةُ خاصَّةً بالآدميِّين، بل هي عامَّةٌ تصلح للآدميِّ ولغيرِه؛ فقَدْ روى ابنُ أبي شيبة في «الدعاء»: «الدابَّة يُصيبُها الشيءُ بأيِّ شيءٍ تُعَوَّذُ به» عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه موقوفًا: «…وَانْفُثْ فِي مَنْخِرِهِ الأَيْمَنِ أَرْبَعًا، وَفِي الأَيْسَرِ ثَلَاثًا، وَقُلْ: لَا بَأْسَ، أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلَّا أَنْتَ»(١)، قال الشوكانيُّ ـ رحمه الله ـ: «وهو يحتمل أَنْ يكون قال ذلك لشيءٍ سَمِعَه مِنْ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأَنْ يكون قالَهُ اعتمادًا على التجريب وَقَعَ له، أو لمَنْ في عصره مِنَ العرب أو لمَنْ قبلهم؛ فقَدْ كان للعرب رُقًى يَرْقُون بها مُخْتَلِفةٌ مُتعدِّدةٌ، ولا يَخْفاكَ أنَّ الرقية الثابتةَ عن رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في العين ليست بخاصَّةٍ في بني آدَمَ، بل ثابتةٌ لكُلِّ مَنْ أصابَتْه العينُ مِنْ آدَمِيٍّ أو غيرِه»(٢).

قلت: ويُؤيِّدُ مشروعيةَ الدعاءِ للعجماوات ما صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ»(٣).

وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم قصَّةَ الناقةِ المعيونةِ التي عُولِجَتْ برقية العين(٤).

هذا، والجماداتُ هي الأخرى تَتأثَّرُ بالوحي المنزَّلِ بما يعلمه الخالقُ ولا يُدْرِكُه الخَلْقُ إلَّا لمَنْ يَشاءُ الله؛ فمِنْ ذلك قولُه تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِ﴾ [البقرة: ٧٤]؛ فهي خشيةٌ بإدراكٍ لا يعلمه إلَّا الله تعالى، وقولُه تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُ﴾ [الأحزاب: ٧٢]؛ ففيه تصريحٌ بأنَّ هذه الجماداتِ تأبى وتخافُ بإرادةٍ وإدراكٍ يعلمه اللهُ تعالى، ومِنَ الأحاديث الدالَّةِ على تَأثُّرِ الجماداتِ: حنينُ الجِذْعِ الذي كان يخطب عليه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم جَزَعًا لفِراقِه(٥)، وتسليمُ الحَجَرِ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم(٦)، وقَدْ صرَّح اللهُ تعالى بمِثْلِه في قوله تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡ﴾ [الإسراء: ٤٤].

والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٧ رجب ١٤٣٢ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٩ جوان ٢٠١١م

(١) أخرجه ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (٢٩٣٨٩).
(٢) «تحفة الذاكرين» للشوكاني (٢٦٥).
(٣) أخرجه أبو داود في «النكاح» بابٌ في جامِعِ النكاح (٢١٦٠)، وابنُ ماجه في «التجارات» بابُ شراء الرقيق (٢٢٥٢)، مِنْ حديثِ عمرو بنِ شعيبٍ عن أبيه عن جَدِّه عبد الله بنِ عمرو بنِ العاص رضي الله عنهما. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح أبي داود» (١٨٧٦).
(٤) «زاد المَعاد» لابن القيِّم (٤/ ١٧٤).
(٥) أخرجه البخاريُّ في «البيوع» باب النجَّار (٢٠٩٥) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما.
(٦) أخرجه مسلمٌ في «الفضائل» (٢٢٧٧) مِنْ حديثِ جابر بنِ سَمُرَة رضي الله عنهما.

الاثنين، 28 يناير 2019

الاغتسال بماء الفجل


الاغتسال بماء الفجل: ( للمريض ).

- تستعمل هذه العشبة بطريقة الاغتسال وإليك التوضيح:
تأخذ مقدار كفتين من هذه العشبة وتطبخها في مقدار 3 لترات من الماء، وبعد أن يتغير لون وطعم الماء يوضع ليبرد، بعدها يصفى ويُغتسل بذلك الماء. فهو أشد وطأ على شياطين الجن المتلبس بالمريض

الأحد، 27 يناير 2019

بوابة المرض الروحي


ماهي بوابة المرض الروحي؟
هي منطقة دخول المرض الروحي للجسد سواء كان مس أو سحر أو عين.
موقع بوابة المرض:
تقع في منطقة أسفل الظهر ويُصاب أغلب المرضى في بداية مرضهم بألم حاد أسفل الظهر ولو تحسس المكان لوجد فيه إصابة كالتمزق
ولو ترك هذا التمزق لأصبحت المنطقة مكشوفة و أصبح جسمة مخترق من قِبل الشياطين,,
هذا الأمر يعرفه المسحورون في حالة التجديد
أي أنه في حالة الغضب الشديد يشعر بألم أسفل ظهره وهو تجديد لسحره أي أن الإنسان في حالة غضبه الشديد ينتقض تحصينه
ويدخل خادم السحر من هذه المنطقة وهي منطقة دخول كما أن الأطراف هي منطقة خروجهم وغيرها
أمثلة على ذلك:
1- قمت بتحسس ذلك بيدي من المرضى الرجال وفعلاً وجدت تلك الفتحات والتمزق بأسفل الظهر
2-أصيبت أحد الأخوات بالعين وصرعت مباشرة وهذا حصل في قصة الصحابي المشهورة
وعلى الفور أخذنا الأثر من الحاضرات ثم استيقظت مباشرةوأخبرتنا أنها تشعر بألم شديد أسفل ظهرها وهي المنطقة التي دخل منها شيطان العين
طريقة العلاج:
1- دهن منطقة أسفل الظهر بزيت الزيتون المقروء عليه كل يوم لمدة أربعين يوم حتى يزول التمزق تماماً
2- دهن المنطقة بزيت الزيتون ولوشن المسك الأسود ثم إلصاق لصقة الظهر - الخاصة بألم الظهر- على المنطقة المذكورة لمدة أربعين يوم مع مراعاة تجديدها كل 4 أيام

صورة لصقة الظهر :
لوشن المسك الأسود:
الحكمة من تحديد أربعين يوماً:
هي مدة إلتئام الجرح العادي,,
وبإذن الله يكون الجسد مغلق ومحصن من دخول أي شيطان

الأربعاء، 2 يناير 2019

دواعي طلب العلم


«ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس. فهذه ثلاثة أمور كلها تُحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم: أولا: بدع بدأت تظهر شرورها. ثانيًا: أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم. ثالثًا: جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم. فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله؛ لأن كثيرًا من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله »
[ابن عثيمين «كتاب العلم» 18]

الثلاثاء، 1 يناير 2019

الإنصاف والاعتدال في الحكم على الرجال

«إنَّ الرجل العظيم في العلم والدين مِن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قدحا في ولايته وتقواه، بل في بره وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد، والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عَظَّم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه، وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق، ويعلم أنَّ الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم».
[«منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (٤/ ٥٤٣ ـ ٥٤٤)]

إلباس الحق بالباطل


«تأسس الإسلام، وتأسس معه التمرد الذي هو عبارة عن عدم الاستسلام، وهو الكفر والجحود بعينه والعياذ بالله وجاء الإسلام بالإصلاح العام لما أحدثه الأنام فقام المعارضون ضد المصلحين الحقيقيين الذين هم المرسلون وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[الأعراف: ٦٠]، وقالوا لهود عليه السلام: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا[الأعراف:٧٠]، وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ[ص:٤، ٥].
وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلما نوهنا أو نبهنا إلى خطإ أو فساد في العقائد والعوائد أو عارضنا المفاسد والمعابد بالباطل أو ذكرنا الملل والنحل التي تفرعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد قام في وجوهنا فريق من البله الجامدين المغفلين وخرجوا إلينا بطرا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصاحين فيلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون».
[أبو يعلى الزواوي «الشهاب» (٣/ ٣٥١)]

الجمعة، 30 مارس 2018

اسطوانة الشيخ الالباني رحمه الله

أسطوانة الشيخ الألباني ( دي في دي ) - الإصدار الثالث


الوصف:
 أسطوانة الشيخ الألباني ( دي في دي ) - الإصدار الثالث: أسطوانة تشمل مجموعة من الكتب والإصدارات والصوتيات والأشرطة المفرغة للشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-. وتشمل محتويات الأسطوانة ما يلي:

* موسوعة ترجمة الشيخ الألباني (ملفات تعريفية شاملة عن الشيخ بعدة صيغ) كما يلي:
- أولاً: ملفات الكترونية: سيرة الشيخ الألباني من عدة مصادر في ملفات بصيغ (وورد والشاملة وملف مساعدة).
- ثانياً: مجموعة كتب مصورة (بصيغة بي دي اف) في سيرة العلامة الألباني -رحمه الله- مع إعداد فهرس بعنوان الكتاب واسم الملف المقابل له.
- ثالثاً: سيرة الشيخ الألباني يرويها بصوته: مقتطفة من شريط رقم 227 من سلسلة الهدى والنور، وتشمل المقطع الصوتي، وتفريغه بصيغتي (وورد وبي دي اف).
* موسوعة الشيخ الألباني ( بي دي اف ): تشمل الموسوعة عشرات الكتب المصورة من مؤلفات وتحقيقات الشيخ الألباني؛ وأبرز الكتب التي تحدثت عن ترجمته واعتنت بتراثه.
* [8] سلاسل علمية صوتية للشيخ الألباني مفرغة في أكثر من ألف شريط بصيغ (وورد والشاملة وبي دي اف) كما يلي:
- سلسلة الهدى والنور، بإصداريها: القديم والجديد.
- سلسلة فتاوى جدة
- سلسلة فتاوى رابغ
- الفتاوى الإماراتية
- التوجيهات الألبانية للفتنة الجزائرية
- سلسلة أحكام الحج والعمرة
- أشرطة متفرقة للشيخ
- تفريغ فتاوى متنوعة من سلسلة الهدى والنور
- سلسلة أخلاق المسلم
* مجموعة برامج اعتنت بجمع تراث الشيخ الألباني كما يلي:
- الجامع لتراث الشيخ الألباني: برنامج موسوعي يعتني بجمع تراث الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، ويعد البرنامج من أكبر الموسوعات الالكترونية التي اعتنت بجمع كتب وتراث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. ويشمل: قسم لترجمة الشيخ؛ وقسم ثان يضم مجموعة من أبرز كتبه وتحقيقاته؛ وقسم ثالث مخصص لجمع مقالاته وألحق بها مواد متفرقة عن الشيخ وتراثه ودعوته بأقلام محبيه وعارفيه، وقسم أخير لتفريغات الشيخ يضم أكثر من ألف شريط مفرغ من سلاسل الشيخ العلمية. ويضم البرنامج -أيضاً- بعض المواد المترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية. ويتوفر بصيغة ملف مساعدة، وصيغة الشاملة.
- برنامج مكتبة الشيخ الألباني ( الإصدار الثاني ).
* مجموعة كتب الكترونية من مؤلفات وتحقيقات الشيخ الألباني بعدة صيغ كما يلي:
- ملفات مساعدة: وهي (35) كتاباً الكترونياً تشمل السلسلتين الصحيحة والضعيفة، وإرواء الغليل، وتحقيقات السنن، وكتب الفقه.
- صيغة الهواتف الذكية (أكثر من 100 كتاب).
- صيغة وورد: وتشمل أشهر مؤلفات وتحقيقات الشيخ الألباني -رحمه الله-، إضافة إلى مجموعة من مقالات وتفريغات الشيخ، وما يلحق بها من مواد بأقلام تلاميذه وعارفيه.
* مجموعة مقالات ومواد متفرقة للشيخ الألباني وحوله بعدة صيغ.
* كتب ومقالات للألباني بالانجليزية - Alalbani English Materials.
* مجموعة أشرطة وصوتيات منتقاة للشيخ الألباني أو حوله -صيغة ام بي ثري- شاملة ما يلي:
- أولاً: صوتيات متفرقة للشيخ الألباني من إنتاج الشيخ العلمي، ومقاطع صوتية مؤثرة عن سيرة وحياة الشيخ ودعوته.
- ثانياً: سلسلة مجالس الكويت: تسجيلات صوتية بصوت الشيخ الألباني رحمه الله في مجالس الكويت تصدر لأول مرة وهي عبارة عن مجالس علمية أقامها خلال زيارته للكويت في أوائل الثمانينات الميلادية (عام 1981م). ويمكن استماع دروس الشيخ رحمه الله ولقاءاته حسب المناطق الكويتية.
- ثالثاً: سلسلة صوتية: التعليقات المليحة شرح "السلسلة الصحيحة"، وهي شرح الشيخ زيد المدخلي لكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني -رحمهما الله تعالى-.
* الأعمال العلمية المختصرة لكتب العلامة الألباني، للباحث: عبد الرؤوف البيضاوي.

تعليمات التحميل والاستخدام:1) يمكن تحميل الأسطوانة من الرابط أدناه ثم فك الضغط عن الملف، واستخراج المجلد (AlalbaniDVD03) من الملف المضغوط.
2) يمكن تشغيل الأسطوانة بنسخ محتويات المجلد (AlalbaniDVD03) [أي ما بداخله من ملفات ومجلدات، ولا ينسخ المجلد ذاته] على قرص دي في دي (DVD)، ثم تشغيل الملف (Menu.exe) في حالة لم يعمل القرص بعد النسخ بشكل تلقائي؛ كما يمكن تشغيلها من على القرص الصلب (الهارديسك) مباشرة بنفس الطريقة.

الجمعة، 16 فبراير 2018

نصيحة إلى مغرور

نصيحة إلى مغرور

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإنَّ الواجبَ على المسلمِ أن لا يظهرَ في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حالِه، ولا يحكمَ على نفسِه بعُلُوِّ مرتبتِه وسُموِّها، ولا يتكلَّفَ ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدقِ الحالِ، وقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(١)، وقد جاء من أقوالِهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ    فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
لذلك لا يجوز أن يَدَّعِيَ العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّرَ قبل التأهُّلِ، فإنَّ ذلك آفةُ العلمِ والعملِ، لذلك جاء في أقوالهم: «مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ؛ فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ»، وقد جاء -أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولَهم:
نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ    تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا
ثمَّ ينبغي أن يُعلَمَ أنَّ من كان سائرًا على مثلِ هذا الخُلُقِ من الصِّدقِ، أنَّ ذلك من مُتمِّماتِ الإيمانِ، ومُكمِّلاتِ الإسلامِ، وقد أمر اللهُ به، وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: ١١٩]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الزمر: ٣٣]، وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثّناءِ على أهلِه: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ [الأحزاب: ٢٣]، ويكفي أن يكونَ الصّدقُ يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّةِ، كما في الحديث المتَّفقِ عليه: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا»(٢)، ولا يخفى أنَّ الجنَّةَ هي أسمى غاياتِ المسلمِ، وأقصى أمانيِّه، والصّدقُ في اللَّهجة عنوانُ الوقارِ وشرفُ النّفسِ، وصنعةُ العلمِ لا يرتفع فيها إلاَّ صادقٌ، فالصّدقُ أَوْلَى بالتخلُّق من تحصيلِ العلمِ، وعلى المسلم أن يبدأَ بتربيةِ نفسِه على الصّدقِ قبل تحصيلِ العلمِ، كما جاء في بعضِ آثارِ السّلفِ.
ثمَّ ينبغي -أيضًا- توقيرُ العلماءِ، وأن يعلمَ أنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّةِ، وأنَّهم بَشَرٌ يُخْطِئون، لكنَّ الواجبَ على المؤمنِ أن يَظُنَّ بأهلِ الإيمانِ والدِّينِ والصّلاحِ الخيرَ، وعلى الطّالبِ أن يتركَ الاعتراضَ على أهلِ العلمِ والأمانةِ والعدلِ ويتَّهمَ رأيَه عندَهم، ولا يسعى بالاعتراضِ والمبادرةِ إليهم في موضعِ الاحتمالِ والاجتهادِ قبل التّوثُّقِ ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛ ذلك لأنَّ اتِّهامَهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غيرِ عالِمٍ فهو لا يعرف خطأَ نفسِه، فأنَّى له أن يحكمَ عليهم بالخطإِ فضلاً عن انتقاصِهم والاستدراكِ عليهم، بل الواجبُ أن يضعَ الطالبُ أو المسلمُ ثقتَه في أهلِ العلمِ، ويصونَ لسانَه عن تجريحِهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ، ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعايةِ حُرمتِهم، وتركِ التّطاولِ والمماراةِ والمداخلاتِ، وخاصَّةً أمام ملإٍ من الناس، فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورِثُ الغرورَ.. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ، نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ لهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم، ولا يفرحُ بالحطِّ من قدرهم، وما يفعلُ ذلك إلاَّ متعالِمٌ، «يريد أن يكحِّلَ عَيْنَه فيُعميها!» أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيُحدثُ جذامًا!»
هذا، وعطفا على ما سبق فإنّ العبدَ ينبغي عليه أن يعلمَ أنَّ مصدرَ كلِّ فضلٍ، وواهبَ كلِّ خيرٍ إنَّما هو اللهُ سبحانه وتعالى، وأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى إذا أعطى اليومَ المالَ والعلمَ والقُوَّةَ والعزَّةَ والشّرفَ، قد يسلبه غدًا إن شاء، فهو سبحانه المانعُ الضّارُّ، المعطي النّافعُ، يعطي ويأخذُ، ومن شَكَرَ نِعَمَه وأحسن الشّكرَ زاده: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: ٧]، ومن جَحَدها ظاهرًا وباطنًا وسلوكًا، واتّصف بغيرِ ما أمر به سبحانه وتعالى، وعمل ما نهى عنه، وجحد نِعَمَه، فإنَّ النّعمةَ تنقلب عليه نِقمةً، ومن أعظمِ المهالك -في الحال والمآل- ذلك العُجْبُ بالنّفسِ والعملِ، والزّهْوُ والغُرورُ، وما يترتَّب عليه في باب العلم من تركِ الاستفادةِ، ويحملُه العُجْبُ والغرورُ إلى التّعالمِ، واحتقارِ النّاسِ، واستصغارِ من سواه، فهذه العوالقُ والعوائقُ من أكبرِ المثبِّطاتِ، ومن أكبرِ الحواجزِ التي تمنع كمالَ المسلمِ، أو كمالَ طالبِ العلمِ، فهي تصيِّر العزَّ ذلاًّ، وتحوِّل القوَّةَ ضعفًا، وتنقلب بها النّعمةُ نقمةً، لذلك جاء في الكتابِ والسّنَّةِ ما ينفِّر ويحذِّر من العُجْبِ والغرورِ لكونِهما آفةً تُحْبِطُ العملَ، فالإخلاصُ آفتُه العُجْبُ، فمَن أُعْجِبَ بعملِه حَبِطَ عملُه، وكذلك منِ استكبر حَبِطَ عملُه، وإذا كان الرّياءُ يدخل في باب الإشراكِ بالخَلقِ، فإنَّ العُجْبَ يدخلُ في باب الإشراكِ بالنّفسِ، على ما نصَّ عليه شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميّةَ وابنُ القيِّم(٣)، فالعُجْبُ أخو الرّياءِ، فالْمُرائي لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ[الفاتحة: ٥]، والمعجَبُ بنفسِه المغرورُ بذاتِه وعملِه لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: ٥]، وقد جاء القرآنُ الكريمُ محذِّرًا من هذه الآفةِ في قولِه تعالى: ﴿وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ، وَغَرَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ [الحديد: ١٤]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا[التوبة: ٢٥]، وقال سبحانه وتعالى -أيضًا-: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ[الانفطار: ٦]، وفي الحديث: «ثَلاَثٌ مُهْلِكُاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»(٤).
وعلى المسلمِ أن يتعاملَ مع النّاس بالحُسْنَى، ويعترف بحقوقِهم، ويكفَّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم، أو فعلِ ما يؤذيهم خاصَّةً إذا كانوا أكبرَ منه سِنًّا وعِلمًا وشرفًا، أو كانوا سببًا في توجيهِه، أو لَحِقَه منهم شيءٌ من فضلِهم، فلهم الفضلُ عليه فهُمْ بمثابةِ والديه، والواجب نحوهما البرُّ وإيصالُ الخيرِ إليهما، وكفُّ الأذى عنهما، والدّعاءُ، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدِهما، فإنَّ ذلك كلَّه من الإحسانِ، والإحسانُ -كما لا يخفى- جزءٌ من عقيدةِ المسلمِ، وشِقْصٌ كبيرٌ من إسلامِه، ذلك لأنَّ مبنى الدِّينِ على ثلاثةِ أصولٍ، وهي الإيمانُ، والإسلامُ، والإحسانُ، كما جاء في حديثِ جبريلَ عليه السّلامُ المتَّفَقِ عليه، حيث قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه عَقِبَ انصرافِ جبريلَ عليه السّلامُ، قال: «هَذَا جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ»(٥)، فجعل الإحسانَ من الدِّينِ، أمَّا العباراتُ التي يأتي بها غالبًا هؤلاء الطّلبةُ في غايةِ القبحِ، من السّبِّ، والقذاعةِ، والفحشِ، وغيرها من الكلماتِ، واللَّمزِ، والطّعنِ، ومختلفِ آفاتِ اللِّسانِ؛ فليست من الإحسانِ في شيءٍ، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا[البقرة: ٨٣]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ[النحل: ٩٠]، وأهلُ الصّلاحِ والدِّينِ يتحاشَوْنَ مثل هذه الكلماتِ، وقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ، وَلاَ الْفَاحِشِ، وَلاَ الْبَذِيءِ»(٦)، بل إنَّ الإسلامَ نوَّه بالخُلُقِ الحَسَنِ، ودعا إلى تربيتِه في المسلمين، وتنميتِه في نفوسِهم، وأثنى اللهُ سبحانه وتعالى على نبيِّه صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بحُسْنِ الخُلُقِ، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[القلم: ٤]، وأَمَرَه بمحاسنِ الأخلاقِ، فقال: ﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصّلت: ٣٤]، ورسالةُ الإسلامِ كُلُّها حُصِرتْ في هذا المضمونِ من التّزكيةِ والتّطهيرِ، فقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»(٧)، ومنه نعلم أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أتمَّ هذه التّزكيةَ منهجًا وعملاً؛ لأنّ اللهَ سبحانه وتعالى أتمَّ دينَه ونعمتَه على رسولِه وعلى المؤمنين، فالتّزكيةُ التي هي غايةُ الرّسالاتِ وثَمرتُها تُعَدُّ من أصولِ الدّعوةِ السّلفيّةِ، وإحدى أركانِها الأساسيّةِ.
والذي يمكن أن أنصحه به –أخيرًا- هو أنَّ الإسلامَ ليس عقيدةً وعبادةً فَحَسْبُ، بل هو أخلاقٌ ومُعامَلةٌ، فالأخلاقُ المذمومةُ في الإسلامِ جريمةٌ مَمقوتةٌ، والممقوتُ لا يكون خُلقًا للمسلمِ، ولا وصفًا له بحالٍ من الأحوالِ؛ ذلك لأنَّ الطهارةَ الباطنيّةَ مكتسبةٌ من الإيمانِ والعملِ الصّالِحِ، وهي لا تتجانس مع الصّفاتِ الممقوتةِ، ولا تتفاعل مع الأخلاقِ الذّميمةِ، التي هي شرٌّ محضٌ، لا خيرَ فيها، فعلينا أن نجتنبَ الشّرَّ، ونقتربَ من الخيرِ، وعلينا أن نتحلَّى بالصّلاحِ والتّقوى، فهو مقياسُ التّفاضلِ، وميزانُ الرّجالِ.
اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من كلِّ خُلُقٍ لا يُرضي، وكلِّ عملٍ لا يَنفع، واللهُ من وراءِ القصدِ، وهو يهدي السّبيلَ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٩ ربيع الثاني ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٤ ماي ٢٠٠٨م


(١) أخرجه البخاريّ: (٩/ ٣١٧) في «النكاح»، باب المتشبِّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضَّرَّة، ومسلم: (١٤/ ١١٠) في «اللِّباس»، باب النّهي عن التّزوير في اللِّباس، وأبو داود: (٥/ ٢٦٩) في «الأدب»، باب في المتشبِّع بما لم يعط، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. ومعنى الحديث عند العلماء: «المتكثّر بما ليس عنده بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عنده يتكثَّر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل فهو مذموم كما يذمّ من لبس ثوبي زور» [«شرح مسلم للنّوويّ»: (١٤/ ١١٠)].
قال ابن حجر في [«الفتح»: (٩/ ٣١٨)]: «وأمَّا حكم التّثنية في قوله (ثوبي زور) فللإشارة إلى أنَّ كذب المتحلّى مثنى، لأنّه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعط، وكذلك شاهد الزّور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه».
(٢) أخرجه البخاريّ: (١٠/ ٥٠٧) في «الأدب»، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ وما ينهى عن الكذب، ومسلم: (١٦/ ١٦٠) في «البرِّ والصّلة»: باب قبح الكذب وحسن الصّدق وفعله، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٣) «التّفسير القيّم فيما جمع لابن القيِّم»: (٤٨).
(٤) أخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله»: (١/ ١٤٣) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث له طرق، حسَّنه الألبانيّ بمجموع طرقه، وبه جزم المنذري. [انظر: «سلسلة الأحاديث الصّحيحة» للألبانيّ: (٤/ ٤١٢-٤١٦)].
(٥) أخرجه مسلم: (١/ ١٥٠) في «الإيمان»، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود: (٥/ ٦٩) في السّنّة، باب في القدر، والتّرمذيّ: (٥/ ٥) في الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنّبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الإيمان والإسلام، وابن ماجه: (١/ ٢٤) في «المقدّمة»، باب في الإيمان، من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.
(٦) أخرجه التّرمذيّ: (٤/ ٣٥٠) في «البرّ والصّلة»، باب ما جاء في اللّعنة؛ وصحَّحه الحاكم: (١/ ١٢)؛ والألبانيّ في «الصّحيحة»: (٣٢٠) وفي «صحيح التّرمذيّ»: (٢/ ٣٧٠)؛ وقوّى إسناده الأرناؤوط في «شرح السّنّة»: (١٣/ ١٣٤).
7 أخرجه أحمد: (٢/ ٣١٨)، والبخاريّ في: «الأدب المفرد»: رقم (٢٧٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: رقم (٤٥).

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

التناكح بين الانس و الجان حقيقة أم خيال ؟






إن عالم الجن يختلف بطبعه وخصائصه عن عالم الإنس ، ومن ثم كان لكل منهما عالمه الخاص به وقوانينه التي يعيش فيها

وظاهر الأمر أن التجانس بينهما أمر مستبعد ، لكنه ليس بمستحيل عقلا أو واقعا أما شرعا فإنني لم أجد نصا قاطعا في المسألة يجيز التناكح بين الإنس والجن أو يمنعه

والظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف ، أمر ممكن عقلا ، بل هو الواقع ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ،

فمنهم من رأى إمكانية ذلك ،

ومنهم من رأى المنع ،

والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود ، بل هو نادر الحدوث والله أعلم

وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم :

مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم

( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 )

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

( وقد يتناكح الإنس والجن وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 )

( يقول ابن تيمية إيضا : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف )

* قال الطبري :معقبا على قوله تعالى :

( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 )

* وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )

يقول : لم يطمهن إنس ولا جان ، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس

وفيها : فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 )

* قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ،

فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى )

( روح المعاني – 27 / 119 )

* قال الفخر الرازي : ( ما الفائدة في ذكر الجان ، مع أن الجان لا يجامع ؟ فنقول : ليس كذلك ، بل الجن لهم أولاد وذريات ، وإنما الخلاف في أنهم

هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون ، وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها ) ( التفسير الكبير – 29 / 130 )

* قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي )

( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 )

* قال الشبلي : ( هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما أرى بذلك بأسا في الدين ،

ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام ) ( غرائب وعجائب الجن - ص 86 )

* قال جلال الدين السيوطي : ( وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن -

عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف

فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا ؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه ؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا ،

وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا ، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا ، وهل إذا رآها في صورة غير

التي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أم لا ؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا ؟

فأجاب : لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن ، لمفهوم الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى في سورة النحل : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة النحل – الآية 72 )

وقوله في سورة الروم : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 )

قال المفسرون في معنى الآيتين ( جعل لكم من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ ) ( سورة التوبة – الآية 128 )

أي من الآدميين ، ولأن الآتي يحل نكاحهن : بنات العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب :

( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ ) ( سورة الأحزاب – الآية 50 ) والمحرمات غيرهن ،

وهن الأصول والفروع ، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب

ثم قال : وهذا جواب البارزي فإن قلت : ما عنـدك من ذلك ؟ قلت : الذي اعتقده التحريم لوجوه :

1- منها ما تقدم في الآيتين

2- ومنها ما روى الكرماني من ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن )

( لم أقف على درجة الحديث من خلال المراجع المتوفرة لدي ، وكذلك من خلال الموسوعات الخاصة بالكمبيوتر ) والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء

3- ومنها أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة ، وذلك غير موجود بين الإنس والجن ، حيث أن الموجود بينهم عكس ذلك ، وهو الخصومة المستمرة

4- ومنها أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك ، فإن الله يقول : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) ( سورة النساء – الآية 3 )

والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم 0 لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل

5- ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة ، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق ، فمنع نكاح الجن من باب أولى ! ) ( الأشباه والنظائر - 256 ، 257 )

يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – رحمه الله – معقباً على الحديث آنف الذكر : ( إن كان المقصود أنه يستأنس به فحق ، وإن قصد أن يرقى الى درجة الاحتجاج به فلا قائل به فيما أعلم )

( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )

* قال  الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها الإنسي ، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس

كجماع الرجل للمرأة وعلاج ذلك التحفظ منهم ذكورا وإناثا بالأدعية والأوراد المأثورة وقراءة الآيات التي تشتمل على الحفظ والحراسة منهم بإذن الله )

( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 196 )

* قال صاحبا فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ،

فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة والله المستعان وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله -

على ذلك قائلا :" هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة " ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )

* قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين في أطروحته العلمية " الجن في القرآن والسنة " :

( أما القضية من حيث الواقع فالكل قد جوز وقوعها وحيث أن النصوص ليست قاطعة في ذلك - جوازا أو منعا - فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعا لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :

1- وقوع الفواحش بين بني البشر ونسبة ذلك إلى عالم الجن إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها

( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية

2- ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية ( الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل؟ ) إلى آخر المشاكل التي أثيرت في سؤال الأسنوي السابق

3- إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى

وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ،

وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة

ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملا

وإذا حدث ذلك أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز ، فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ولا يفتح الباب في ذلك ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 206 )

قال الأستاذ عبد الخالق العطار تحت عنوان حرمة زواج الإنس بالجن :

( ذلك أن الأصل في الأمور الإباحة إلا إذا ورد نص على التحريم إلا أنه لم يثبت أن تزوج إنس بجنية أو العكس لا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الصحابة أو التابعين

أيضا فإنه أذن للإنس بالزواج من الإنس ولم يرد الإذن بزواج الإنس من الجن وسنة الله في خلقه أن يأنس ويسكن ويستريح وينشرح كل جنس بجنسه

أيضا فإن القول بزواج الإنس بالجن يفوت تحقيق مقاصد الزواج الأصلية

أيضا فإن نكاح الإنس للجن يعتبر تعد وتجاوز للحدود التي رسمها لنا الشرع الحنيف ، قال تعالى أول سورة المؤمنون :

( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ )

" سورة المؤمنون – الآية 5 ، 7 " ) ( حقائق ودقائق وعجائب وغرائب عالم الجن والشياطين - ص 117 )

قال الأستاذ زهير حموي ولا شك في أن منع التزاوج بين الجن والإنس هو الأقرب إلى روح الشريعة ونصوصها ، كما أنه يسد كثيرا من الذرائع ، ويقطع الطريق على المفسدين والمشعوذين

علما بأن الأولى ترك الانشغال بمثل هذه الأمور وعدم التوسع في مثل هذه المواضيع ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 192 )

قلت : وهذا هو الصواب في هذه المسألة ، حيث أن المفاسد التي قد تترتب عن المناكحة أو التزاوج أو نشر ذلك بين الناس مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ،

وكذلك وقوع بعض الأمور المشكلة من جراء حصول ذلك الأمر ، كما أشار قاضي القضاة شرف الدين البارزي - رحمه الله -

هل التناكح بين الإنس والجن يوجب الغسل أم لا ؟؟؟

لقد تمت الإشارة آنفا إلى أن هذا الأمر نادر الوقوع ، ولكنه ممكن الحصول وقد يقع أحيانا ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان

( هل التناكح الذي يقع بين الإنس والجن يوجب الغسل ، قياسا بنكاح الإنس بعضهم لبعض ؟ )

ثبت من حديث عائشة وابن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا التقى الختانان ، فقد وجب الغسل )( صحيح الجامع 385 )

قال المناوي : ( " إذا التقى الختانان " أي تحاذيا لا تماسا والمراد ختان الرجل وخفاض المرأة فجمعهما بلفظ واحد تغليبا " فقد وجب الغسل " أي على الفاعل والمفعول

وإن لم يحصل إنزال كما صرح في رواية فالموجب تغييب الحشفة ) ( فيض القدير - 1 / 301 )

فهل الأمر يتعلق بالإنس والجن أم أن الحديث خاص بالإنس فقط ؟؟؟

ذهب بعض أهل العلم إلى أن الوطء والإيلاج يوجب الغسل :

قال الهيثمي : ( فقد قال بعض الحنابلة والحنفية : لا غسل بوطء الجني ، والحق خلافه إن تحقق الإيلاج ) ( الفتاوى الحديثية – ص 69 )

وذهب البعض الآخر إلى أن الوطء والإيلاج لا يوجب الغسل إلا في حالة حصول الإنزال :

قال محمد بن مفلح : ( لو قالت امرأة : لي جني يجامعني كالرجل ، فلا غسل عليها لعدم الإيلاج والاحتلام ، ذكره أبو المعالي ، وفيه نظر ) ( المبدع شرح المقنع – ص 234 )

قال زين العابدين بن نجيم : ( قال قاضيخان في فتاواه : امرأة قالت : معي جني يأتيني في النوم مرارا وأجد في نفسي ما أجد لو جامعني زوجي ، لا غسل عليها

وقيده الكمال بما إذا لم تنزل ، أما إذا أنزلت وجب كأنه احتلام ) ( الأشباه والنظائر - 328 )

وأن الكيفية الخاصة بتلك الأرواح والأجساد لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وهذا من الغيب الذي لا يجوز التكلم فيه دون مصدر تشريعي من الكتاب والسنة

قال مصطفى عاشور : ( قال بعض الحنفية : لا غسل ذلك أن أبا المعالي بن منجي الحنبلي في كتاب " شرح الهداية " لابن الخطاب الحنبلي – ذكر في امرأة قالت :

إن جنيا يأتيني كما يأتي الرجل المرأة ، فهل يجب عليها غسل ؟ قال بعض الحنفية : لا غسل عليها

قال أبو المعالي : لو قالت امرأة : ( جامعني جني كالرجل ) لا غسل عليها ؛ لانعدام سببه ، وهو الإيلاج والاحتلام ، فهو كالمنام بغير إنزال ) ( عالم الجن أسراره وخفاياه – ص 44 )

قلت : وبعد استعراض أقوال أهل العلم بخصوص هذا الأمر الدقيق والحساس وتعلقـه بمسألة فقهية هامة تهم البعض ممن تعرض لمثل ذلك الأمر ، أخلص إلى النتائج التالية :

1)- إذا كان الجني أو الجنية متشكل أو متشكلة بأشكال الإنس :

عند ذلك ينطبق الحكم والوصف في هذه المسألة على جماع الإنس بعضهم ببعض ، وفي هذه الحالة تحصل الجنابة لتحقق الإيلاج الحقيقي والإنزال كما أشار لذلك


2)- إذا كان اعتداء الجن دون التشكل :

وحصول ذلك عند نوم الإنسي سواء كان ذكرا أو أنثى ، وهذا الأمر مشاهد محسوس تواترت به الروايات ، فالقول في هذه المسألة يعتمد على عملية الإنزال ،

فإن حصل إنزال سواء كان المعتدى عليه رجل أو امرأة وجب الغسل وإلا فلا ، وهذا هو ظاهر أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية والله تعالى أعلم

أما طريقة علاج ما قد تؤدي إليه بعض الأرواح الخبيثة من حدوث آلام شديدة في منطقة الأرحام عند النساء ، وربما أدى ذلك لحدوث نزيف مستمر ،

وقد يتعدى ذلك إلى تحرشات أو اعتداءات جنسية ، وفي هذه الحالة ينصح المعالِج باتباع الخطوات التالية :

1- المحافظة على قراءة سورة البقرة في البيت قدر المستطاع

2- وضع اليد من قبل المريض على المنطقة والتسمية والدعاء :

وذلك بالأدعية المأثورة والتي تم ذكرها سابقا ، مع الاستمرار في الرقية الشرعية

3- المحافظة على دعاء إتيان الرجل أهله قبل الوطء والجماع :

كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على النحو التالي : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )

4- دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع

5- دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض المخلوط مع ماء الورد أو الورد الطائفي :

بعد القراءة عليه ؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة

6- الاحتشاء بالكرفس ( القطن ) في منطقة الأرحام :والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه ، أو المسك الأبيض مع ماء الورد