جديد الموقع



الاثنين، 7 مايو 2012

حكم المسبحة

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث "نعم المذكّر السبحة" (حديث موضوع) :
ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول: أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل!
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

قول الشيخ ابن باز

رجل يستخدم السبحة في أذكار الصباح والمساء، فهل يجوز له ذلك؟ ويرفع يديه أحياناً بعد الصلاة مباشرة, ويستقبل القبلة بعد الصلاة, فما الحكم في ذلك؟


الأفضل التسبيح بالأصابع، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسبح بأصابعه، يعقد باليمنى هذا هو الأفضل، وهذا هو السنة، ولو سبّح بحصى أو بمسبحة فلا حرج، لكن الأفضل أن يسبح بأصابعه كما كان النبي يفعل - عليه الصلاة والسلام-، وإذا سلم من الفريضة لا يرفع يديه يشتغل بالذكر ولا يرفع يديه؛ لأن النبي ما كان يرفع يديه بعد الفريضة - عليه الصلاة والسلام-، بل يشتغل بالذكر إلى أن ينتهي ، ولا يرفع يديه في هذه الحال. أما إذا رفع يديه في بعض الأحيان بعد النافلة، ودعا، فلا حرج. أما كونه يرفع بعد الفريضة بعد الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر أو الجمعة هذا غير مشروع، ولم يكن يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - فينبغي تركه. 
 حكم المسبحة للشيخ صالح السحيمي -حفظه الله
 حكم المسبحة أنها مِقْبحة، ومِذْبحة، ومِلْوحة، وبدعة، وخلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن علامات المبتدعة؛ كل هذه من أوصافها. فارميها، وألقِ بها في الزبالة، يا عبد الله، الآن ألقِ بها في الزبالة، اخرج، وارميها، في البرميل.
مقبحة، مذبحة، ملوحة، وليست مسبحة، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه استخدمها، ولم يستخدم الحجر، ولم يستخدم النوى، كما يدعى في الحديث الضعيف، أنه أقر جويرية على ذلك، هذا غير صحيح، لم يقرها على استخدام النوى؛ و إنما هو قال لها: إن الكلمات التي قُلتُها خير مما قلتِ، وهي جلست إلى طلوع الشمس، وهي: "سبحان الله و بحمده سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله مداد كلماته". أما الرواية التي فيها ذكر النوى فهي رواية ضعيفة، ولا تثبت، ثم لو ثبتت ما هي دليل، بل إنه لم يقرها على ذلك.
أما تسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يسبح به، وإنما ماذا ؟ سُمع تسبيح الحصى، وهذه معجزة، وآية نبوية، لم يسبح بالحصى؛ وإنما سُمع تسبيح الحصى في يديه الشريفتين.
فارموا هذه المقبحة، ومن أراد السنة، فليسبح بيديه: سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله، والله أكبر. هكذا، هكذا، انظروا إلي: سبحان الله سبحان الله سبحان الله. التي ستسأل، (
اليومَ نَخْتِمُ عَلى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا ماذا ؟ (أيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أرْجُلُهُمْ بمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (سورة يس: 65).
وغدا نكمل قضية المسبحة في الكرسي الآخر إن شاء الله.
والله أعلم
.