جديد الموقع



الجمعة، 1 مارس 2013

أهمية الارتباط بعلماء أهل السنَّة والجماعة


أهمية الارتباط بعلماء أهل السنَّة والجماعة

وأقصد بالارتباط أخذ المنهج عنهم وتلقي المعتقد السليم منهم،

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في ”جامع العلوم والحكم“ عندما تكلم عن الطريقة السليمة لأخذ العلم: ومن سلك طريقة العلم على ما ذكرناه تمكن من فهم جواب الحوادث الواقعة غالبا؛ لأن أصولها توجد في تلك الأصول المشار إليها، ولا بد أن يكون سلوك هذا الطريق خلف أهله المجمع على درايتهم وهدايتهم كالشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ومن سلك سبيلهم، فإنّ من ادعى سلوك هذا الطريق على غير طريقتهم وقع في مفاوز ومهالك وأخذ بما لا يجوز الأخذ به وترك ما يوجب العمل به. انتهى كلامه رحمه الله.

فالارتباط بعلماء السلف أمر في غاية الأهمية، فبه سلم المرء من الانحراف والمعتقد والمنهج والسلوك، وتأمَّل معي نقلين سوف أتلوها الآن، يتبين لك ما كان عليه السلف رحمة الله عليهم من الارتباط الوثيق بسلفهم:


فقد جاء فيتذكرة الحفاظ“ للإمام الذهبي رحمة الله تعالى عليه بترجمة أبي داود صاحب السنن أن بعض الأئمة قال: ”كان أبو داوود يُشَبَّه بأحمد بن حنبل في هَدْيِهِ ودَلِّهِ وسَمْتِهِ، وكان أحمد يُشَبَّه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يُشَبَّه في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة، وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعودٍ يُشَبَّه بالنبي في هديه ودَلِّه.“ فهذا ارتباط في الهدي والدّل والسّمْت، فكيف بالمعتقد والمنهج؟
النقل الثاني: يقول ابن جرير الطبري وهو الإمام المشهور صاحب المذهب المستقل، يقول في كتابه (صريح السنة )في صفحة (25) من هذا الكتاب: وأما القَوْلُ في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ولا تابعي انقضى إلا عن من في قوله الفناء والشقاء رحمة الله عليه ورضوانه وفي اتباع الرشد والهدي ومن يقوم قوله لدينا مقام الأئمة الأولى أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ... إلى آخر الكلام.

فموطن الشاهد أنظر إلى الارتباط الوثيق في التلقي بين السلف رحمهم الله تعالى، والذي أحب تجليته، وإن كانت بعض العقول سوف تستعظمه أنّ من القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة ضرورةَ ربط العامَّة بأشخاص تمثلت فيهم العقيدة السلفية والمنهج السليم لما؟ ليأخذ عنهم المعتقد والمنهج بكل تسليم وقبول
؛ لأن عامة الناس لا يميزون الصحيح من السقيم، فلا سبيل إلى ربطهم على الجادة إلاّ الارتباط بأشخاص تمثلت فيهم السنة, ولذلك يقول الإمام قتيبة بن سعيد رحمة الله عليه: إذا رأيت الرجل يحب يحيى بن سعيد وعبد الرحمان بن مهدي وأحمد بن حنبيل وإسحاق بن راهوية فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع.

ويقول أحمد بن عبد الله بن يونس امتحنْ أهل الموصل بمعاذ بن عمران فإنْ أحبُّوه فهم أهل السنة، وإن أبغضوه فهم أهل البدعة، كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى. فانظر كيف جعل علامة تسنن الرجل محبة هؤلاء وعلامة زيغه بغض هؤلاء. في هذا وأمثاله ربط للعامة بهؤلاء الأعلام.

المصدر : - محاضرة للشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله ( من هم العلماء )

0 تعليقاتك تهمنا: