بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أمابعد:
من المعلوم أن أهل السنة والجماعة يتبعون الحق ولا يردونه بأهواءهم أما أهل الأهواء والبدع فإنهم يردون الحق بأهواءهم ؛ومن القضايا المهمة التي بان الحق فيها واضحا وساطعا مثل الشمس مسألة تعارض الجرح والتعديل في شخص من الأشخاص ؛وهذه المسألة إن لم تفهم بفهم علماء الجرح والتعديل فإنها سوف تؤدي إلى موالاةأهل البدع والأهواء بدعوى أن هناك من يزكيهم ويعدلهم من أهل السنة ؛وعلى هذا قمت بجمع بعض أقوال علماء الجرح والتعديل من الأولين والمعاصرين في هذه المسألة الخطيرة التي يجب على كل سلفي أن يفهمها بفهم هؤلاء العلماء الراسخين في العلم وأن يدع فهم أهل التمييع والشطط لهذه المسألة؛وهذا الجمع اليسير والمقل سميته:
"الجمع الميسر لأقوال أهل العلم في الجرح المفسر"وهذا الجمع على حلقات متعددة؛وأسأل الله أن ينفع به كاتبه في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قــــال الخــــطيب البــــغدادي_رحــــمه اللــــه تــــعالى_« بــــاب القــــول في الجــــرح والــــتعديل إذا اجــــتمعا أيــــهماأولــــى:
اتفــــق أهــــل العــــلم على أن من جــــرحه الواحــــد والاثنــــان وعــــدله عــــدد من جــــرحه فــــإن الجــــرح أولى"1".
والعــــلة في ذلــــك:أن الجــــارح يخــــبر عن أمر باطن قد علــــمه ،ويصــــدق المــــعدل ويقــــول له قد عــــلمت من حاله الظاهرة ما عــــلمتها وتفــــردت بعــــلم لم تعــــلمه من اختبار أمره وإخبار المــــعدل عن العــــدالة الظاهرة لا ينفي صــــدق الجــــارح فيما أخبر به،فوجــــب لذلك أن يكون الجــــرح أولى من التعديل.
أخــــبرنا محمدبن أحمدبن رزق قــــال أنا عثمان بن أحمد الدقــــاق قــــال ثــــنا حنبل بن إسحاق قــــال ثــــنا خالد بن خــــداش قــــال سمعت حــــماد بن زيد يقول:كــــان الرجل يقــــدم عليــــنا من البــــلاد،ويذكر الرجــــل ،ويحــــدث عنــــه ويحــــسن الثنــــاء عليــــه فإذا سألنــــا أهل بلاده وجــــدناه على غير مايقــــول،قــــال:وكــــان يقــــول :بلدي الرجل أعــــرف بالرجل.
قــــلت:لما كــــان عندهــــم زيادة عــــلم بخــــبره على ما عــــلمه الغــــريب من ظاهر عدالتــــه جــــعل حماد الحكم لما علمــــوه من جــــرحه دون ماأخــــبر به الغريــــب من عدالتــــه»الكــــفاية175_176
وقــــال الحافظ ابن الصلاح _رحــــمه اللــــه_:
إذااجــــتمع في شخص جــــرح وتــــعديل ،فالجــــرح مقدم لأن المعــــدل يخبر عما ظــــهر من حاله والجارح يخبر عن باطــــن خفي على المعــــدل،فإن كــــان عدد المعدلين أكــــثر فقــــد قيل:التعــــديل أولى ،والصحــــيح والذي عليه الجــــمهور أن الجــــرح أولى لما ذكــــرناه._المقدمه¤99¤
وقــــال الزركشي_رحمه الله_:
قوله_أي ابن الصلاح_"فإن كــــان عدد المعدلين أكــــثر ،فقد قيل التعــــديل أولى"يعني لأن الكــــثرة تقوي الظن،والعمل بأقوى الظــــنين واجب كــــما في تعارض الحديثيــــن والأمارتين،والصــــحيح تقديم الجــــرح لما ذكــــرنا،يعني لأن تقديم الجــــرح إنما هو لتضمنه زيادة خفيت على المعــــدل،وذلك موجود مع زيادة عددالمعــــدل ونقصــــه ومساواته فلو جــــرحه واحــــد وعدلــــه مائة قدم قول الواحــــد لذلك._النكت على مقدمة ابن الصــــلاح¤3/361_ ¤362 وقال السخــــاوي نحو هذا الكــــلام_فتح المغيث¤2/
¤191
في هذه الصــــورة تقديم قول المجرحين على المعدلين وإن زاد عدد المعــــدلين على المجرحين،حتى لوكــــان المجــــرح واحدا وهم كــــثير.
إن القول الفصــــل في الحجة والبرهان والحجج والبراهيــــن الواضحة مع السلفيين ضــــد خصومهم ولكنه العنــــاد والمكابرة"فأين دعوى اشتراط الإجماع على الجــــرح؟
قــــال السخاوي_رحمه اللـــه_:
"الخامس في تعارض الـرح والتــــعــديل في راو واحد"وقدموا_أي جمهــــور العلمــــاء أيضا_الجــــرح على التعديل مطلقا،استوى الطرفان في العدد أم لا.قـال ابن الصلاح:إنه الصــــحيــــح.
وكــــذا صــــححه الأصوليـــون كالفــــخر والآمدي،بل حكــــى الخطــــيب اتفــــاق أهل العلم عليــــه،إذا استوى العــــددان ،وصــــنيع ابن الصــــلاح مشعر بذلــــك.
وعليه يحــــمل قــــول ابــــن عساكر:أجــــمع أهل العلــــم على تقــــديم قــــول من جرح راويا على قــــول من عــــدله،واقتضت حــــكاية الاتفاق في التســــاوي كــــون ذلــك أولى إذا زاد عــــدد الجــــارحــــين.
قال الخطيب:والعلة في ذلك أن الجــــارح مخــــبر عــــن أمــر باطني قد علــــمه،ويصــــدق المــــعدل ،ويــــقول لــــه :قد علمــــت من حــــاله الظــاهر ما علمــــته وتفــــردت بعـــلم لم تعلمه من اختيار أمره يعني:فــــمعه زيــــادة عــــلــــم.
قــــال:وإخــــبار المعدل عــن العدالة الظاهرة،لا ينفي صدق قول الجــــارح فيــــما أخــــبر به فــــوجــب لذلك أن يكــــون الجــــرح أولى من التعديل.فتح المغــــيث"2/188_189"
وقــــال الخــــطيب البغدادي_رحــــمه اللــــه_:
فــــصل:إذا عــــدل جــــماعة رجــــلا وجــــرحه أقـــل عددا من المعــــدلين فإن الذي عليه جــــمهور العــــلماء أن الحكم للجــــرح والعــــمل بـــه أولى،وقــــالت طائفة بل الحــــكم للعــــدالة،وهذا خــــطأ لأجل ماذكرناه من أن الجــــارحين يصدقون المعدلين في العلــــم بالظاهر ويقولـــون:عندنا زيادة علـم لم تعلمــوه من باطــــن أمــــره.
وقــــد اعتلـت هذه الطائفة بأن كــــثرة المعدلين تقوى حالهم ،وتوجــــب العمل بخبرهم وقلة الجارحين تضعف خبرهم .وهذا بعد ممن توهمه لأن المعدلين وإن كــــثروا ليسوا يخـبرون عن عــــدم ما أخبر به الجـــارحون،ولــــوأخبـــروا بــــذلك وقــالوا:نشــــهد أن هذا لم يقــــع منه،لخــــرجوا بذلــك من أن يكونوا أهل تعديل أو جرح لأنها شهادة باطلة على نفي مايصح ،ويجوز وقوعــه وإن لــــم يعلمــــوه فــــثبت ما ذكرناه.الكفاية¤177¤وانــــظر فتــــح المغــــيث للسخــــاوي"2/190_191"
قــــال الحافظ ابن كثير _رحمه اللــــه_:
أما إذا تعــــارض جـرح وتعديل فينبــــغي أن يكون الجرح حينئذ مفسرا.وهل هو المــــقدم؟أوالترجيح بالكثرة أو الأحـــفظ؟
فــــيه نزاع مشهور في أصــول الفقه وعلـــم الحديث والصحيح أن الجــرح مقــدم مطــــلقا إذا كان مفسرا .واللــــه أعــــلم¤
المصــــدر/كتاب صيــــانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علــي الحلبــي"131_135"
قــال النــووي في "التقريب":
يــقبل التعــديل مــن غير ذكــر سبــبــه على الصحيح المشهور،ولا يــقبل الجــرح إلا مــبين الســبب..."وفي المـسألة أقوال أخــرى ذكــرها الســيوطي في"التــدريب"1/307"ثم قـال:
واخــتار شيــخ الإســلام_يعني ابن حــجر_تفــصيلا حسنا ،فإن كــان من جـرح مجملا قد وثقه أحــد من أئمة هــذا الشأن لـم يقــبل الجرح فيه من أحــد كائنا من كـان إلا مفسرا،لأنه قد ثبتت لــه رتبة الــثقة فــلا يزحــزح عــنها إلا بــأمر جــلي ،فـــإن أئمــة هــذا الشــأن لا يوثقـون إلا مــن اعــتبروا حاله فى دينه ثــم فى حديثــه ونقــدوه كــما يــنبغي،وهــم أيقظ النـاس فلا ينقــض حــكم أحدهم إلا بأمر صــريح ،وإن خلا عن التعــديل قــبل الجــرح فيه غير مفسر إذا صــدر من عــارف،لأنه إذا لــم يعــدل فهــو في حـيز المجهول،وإعمال قول المجرح فيه أولى مــــن إهــمالــه"انتهــــى.
ســئل فضيلة الشــيخ/عبـيد الــجابــري_حفظه اللــه تعالى_كــما في الأسئلة التي وجهها له الأخ الفاضل/رائد المهداوي،عن بعض قواعــد علي الحــلبي الباطلــة،الســؤال الآتــي:
س/يقــول على الحــلبي مقعد:
"فإذا ضاقــت الأمــور واخـتلفنا فــي فــلان ،فــلا يجــوز البــتة أن نجــعل اخــتلافنا في غــيرنا ســببا للاختلاف بيــننا"فــما رأيكم حفظكم الله بهذا الكلام؟
الــجــــــــواب:
أظــن أن أخانا عــليا يشـير إلى مايجــري في الساحــة مــن الكــلام على بعض الأشخاص ،وهاهــنا لا بــد من بيــان أمور:
الامــر الأول:أن الاخــتلاف في الأشــخاص مــن حــيث الجرح والتعــديل قــديم ولــيس هــو ولــيد هــذا العــصر ،بــل مــنذ عــرف هذا العــلم _علم الجرح والتــعديل_والأئمة يختلفون في أشــخاص من حــيث جــرحهم وتــعدليهم ،والمــعول عليه في هذا الأمــر الدليل ومــن الأدلـة التي ترجح أحــد القولين،قــول أهــل الخبرة والمعــرفة به من خلال معاشرتهم لـه أو نظرهم في كتبه ،فمــن أقــام الدلــيل على رجــل أنه مجـروح ،واظهر الدليل على جرحــه مــن كــتبه أو مــن مقــالاته ،وبــان أنــــه بهــذه الأدلــة مجــروح وجـــب قبــول الجــارح وتــرك قــــول المعــدل لأن الجــارح عنــده زيادة علم خفيت على المعدل،ولعلــنا نذكــر هــنا مثاليــن:
الأول:إبــراهيم بن محمد بــن أبي يحيى،يعــدله الشــافعي ويوثــقه ويزكــيه ويـقول أحيانا:حــدثــني مــن لا أتهمــه ،يعنيه،والعــلماء علــى خــلاف ذلــك مــن ذلكــم أن مالك بن أنــس إمام دار الهجرة_رحمه الله_سئــل عــن إبراهيم هذا أكــان ثــــقة ؟
قــال:لا،ولا فــي ديــنه.
فترك تعديل الشافعي لإبراهيم بــن أبي يحيى هــذا وقبل جرح الأئمة لـه،فلم يعد عندهم شيئا،مــتروك الحــديث ،فلــم تــنفع إبــراهيم تزكـية الشافعي ،ولم تضر الشافــعي نفسه،لأن هذا خــفي عــليه.
"قال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول:كــان إبراهــيم بــن أبي يحيى قــدريا ،قـيل للربيــع:
فمــاحــمل الشافــعي على أن روى عــنه؟قــال:كــان يــقول:
لأن يخــر إبراهيم من بعد أحب إليه مــن أن يكــذب ،وكـان ثقة في الحديث ،وكــان الشافــعي يــقــول:
أخــبرني مـن لا أتهم عن سهيل وغيرهم _يعني إبراهــيم بــن أبي يحــيى"انظر تهذيب الكمال للمــــزي"2/188
وقــال الذهــبي فــي مــيزان الاعــتدال"1/184":
قــد وثــقه الشافــعي و ابــن الأصبهاني!قــلت:الجــرح مقـدم.
المــثال الثــاني:
عبدالرحــمن بن صالح العتكي.الإمــام أحــمد_رحمه اللـه_مع جــلاله قــدره وإمامته وسابقته في الفضــل يعــدله ،وأبوداود _رحمــه اللــه_يجــرحه ،فقــول أبي داود فــيه مقــبول وراجـح ،لأن أبا داود أبــان سبب الجــرح.
"قــال أبـوداود كما في سؤالات الآجــــري<2>وتاريخ بغداد<10>للــخطيب:
لــم أرأن أكــتب عنه،وضع كتاب مثــالب في أصحاب رسول الله_صلــى اللــه عليــه وسلــم_.
وذكــره مــرة أخــرى فــقال:
كــان رجــل ســوء.وقــال عنه ابــن معــين كــما في تاريــخ بغــداد<10>:
"كــان شيعيا ".وقال موسى بن هــارون كــما في الكــامل<4>لابن عدي"شيعي محترق حــرقت عــامة ماسمعــت منه يــروي أحاديث سوء في مثالب أصــحاب رسـول الله_صلى الله عــليه وسلــم."
والخــــلاصة:
وهــو الأمــر الثاني:أن الجــرح مقــدم على التعــديل المجـمل.
ثــالثــا:
في هــذا العصــر أثبت أخــونا الشــيخ ربيع_حفظه الله_فسـاد منهــج شيد قطــب وفــســاد عــقيدته وأقام الدليل على ذلك من كـتب الرجل بما لايدع مجالا للشــك ،فالمنصفون والفطنــاء والحريصون على حفظ العقيدة والذب عنــها وعــن أهلــها قبلوا كــلام الشيخ ربــيع لأنــه أقــام الدليل من كتب الرجل،وأما أهل اللــجج والشطــط والحــزبيات فإنهــم إلى اليــوم على تمـجيد الرجــل وتبجــيل الرجل ورفعه فــوق الرءوس،والثــناء عــليه وعــده في مصاف الأئمة كــذبا وزورا وبــهتانــا!
وبــهذا يعلــم أن هـذه القاعدة غيــر سديدة بــل هي فـاسدة ،فأهل السنة ينظرون في الأدلة ويوازنون بيــنها ويقــبلون مــن الأقــوال ماقام الدليل القطعي على صحــته وترك القول الآخر.
ابن عباس_رضى اللــه عــنهما_روي عنــه أنــه قــال:
"واللــه ماأظــن أن أحــدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني اليوم،فــقيل: وكــيف؟قــال:
تحــدث البدعــة في المــشرق أوالمــغرب فيحــملها الرجــــل إلـي فــإذا انتهــت إلي قمعــتها بالسنــة فــترد عــليه"أخرجــه اللالكــائي في اعــتقاد أهــل السنــة<1>
فيتحصل لدينا أن الناس قسمان:
قســم لايعبأ بالجـرح والتعديل ،ويراه من الاختلاف الــذي فــيه مندوحــة وهــذا مــنهج فــاسد لايسلكــه إلا جــاهل أوصاحب هــوى.
القــسم الثــاني:من ينظــر إلى أقوال العلماء في الرجال الذين لــم تسبق له به معرفة فيحكم الدليــل ،فمــا قــام الدليل على جرحه فهو مجــروح ساقــــط ،وما لم يقم الدليل على جرحه فإنه يبقى علــى الأصل ،ومــن هنا يقال:النــاس ثلاثة_المتكلم فيهــم ثلاثــة:
_قسم ظهرت عدالته واستقامته فهذا هــوالعدل السليم المقبول.
_قســم ظهــر جرحه وانحرافه بمقتضى الأدلــة ،وهذا مجروح منبــوذ.
_قســم مسـتور ،فهذا يكفي أنه مستور فلا يتعب الناس أنفسهم فــي البحــث عنــه.
وهــنا مســلك عـظيم وهو في الحقيقة قاعــدة"أنه في حــال الفتن التي تعــصف في النـاس وتموج بهم كان القــدامى مــن الأئمة يمتحنون الوافــدة إليهم مـن الأقطــار فــإن أثنوا علــى علــمائهم وخيارهم_أهل السنة فيهــم_خيرا قربوهــم وإن أثنوا عليهم شرا أبعــدوهــم،ومــن أقــوالهــم في ذلــك:
امتحــنوا أهــل المــدينة بمالـك وامتحنوا أهـل الشام بالأوزاعي وامتحنوا أهل مصر بالليــث بــن سعــد وامتحنوا أهــل الكــوفة بسفيان وامتحنوا أهـل الموصل بالمعــافى بن عمــران¤
المصدر/رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة.<25_33>مع تعليق الشيخ أحمد بازمول عليها.25_33>
*سئل الشيخ/ربيع بن هادي المدخلي_حفظه الله تعالى_عن قاعدة:
"لا نجعل اختلافنا في غيرنا سببا للاختلاف فيما بيننا؟
فأجاب:
بأنها قاعدة فاسدة،وأنهم من خلالها يريدون التوصل إلى عدم تبديع وجرح من هو أهل للجرح والتبديع مثل المغراوي وأبي الحسن المأربي ومحمد حسان.
*سئل الشيخ الدكتور/محمد بن هادي المدخلي_حفظه الله تعالى_:
مارأيكم في هذه القاعدة:
"لا نجعل اختلافنا في غيرنا سببا للخلاف بيننا"
الجواب:
هذا كلام باطل ،هذا كلام باطل ،لأنه قد يكون الخلاف بيني وبينك في أهل الأهواء،فأنت تزكي صاحب البدعة وتمدحه وأنا أحذر الناس منه،فأيهم الناصح لدين الله ولعباد الله؟أنا أو أنت؟الذي حذر من الأهواء وأهلها هوالناصح لدين الله_تبارك وتعالى_أما الذي أوى أهل الأهواء والبدع فهذا منهم لأن"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"والإمام أحمد_رحمه الله_قد استدل على هوى الرجل وانحراف الرجل بطرحه السلام على أهل الأهواء فقال:
"إذارأيت الرجل يسلم على رجل من أهل الأهواءفاعلم أنه يحبه"ثم استدل بحديث"أفلا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم؟أفشوا السلام بينكم"
فأهل الأهواء إذا كنت أنت تزيكيهم وهذا يحذر منهم ،فكونك تقول"لانجعل خلافنا في غيرنا سببا في خلافنا"هذا غير صحيح بل هذا الكلام عليه تحفظ ،نسأل الله العافية والسلامة من مثل هذه العبارات التي بدأت تظهر للناس اليوم،ففرقت أهل السنة،أهل السنة في القديم كان الخلاف بينهم وبين أهل الأهواء،أما الآن فاندس في صفوفهم بعض المشبوهين وإن تزينوا بالسنة فما فعلوا فيهم أعظم مما فعله أهل الأهواء نسأل الله العافية والسلامة.1>4>10>10>2>
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أمابعد:
من المعلوم أن أهل السنة والجماعة يتبعون الحق ولا يردونه بأهواءهم أما أهل الأهواء والبدع فإنهم يردون الحق بأهواءهم ؛ومن القضايا المهمة التي بان الحق فيها واضحا وساطعا مثل الشمس مسألة تعارض الجرح والتعديل في شخص من الأشخاص ؛وهذه المسألة إن لم تفهم بفهم علماء الجرح والتعديل فإنها سوف تؤدي إلى موالاةأهل البدع والأهواء بدعوى أن هناك من يزكيهم ويعدلهم من أهل السنة ؛وعلى هذا قمت بجمع بعض أقوال علماء الجرح والتعديل من الأولين والمعاصرين في هذه المسألة الخطيرة التي يجب على كل سلفي أن يفهمها بفهم هؤلاء العلماء الراسخين في العلم وأن يدع فهم أهل التمييع والشطط لهذه المسألة؛وهذا الجمع اليسير والمقل سميته:
"الجمع الميسر لأقوال أهل العلم في الجرح المفسر"وهذا الجمع على حلقات متعددة؛وأسأل الله أن ينفع به كاتبه في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قــــال الخــــطيب البــــغدادي_رحــــمه اللــــه تــــعالى_« بــــاب القــــول في الجــــرح والــــتعديل إذا اجــــتمعا أيــــهماأولــــى:
اتفــــق أهــــل العــــلم على أن من جــــرحه الواحــــد والاثنــــان وعــــدله عــــدد من جــــرحه فــــإن الجــــرح أولى"1".
والعــــلة في ذلــــك:أن الجــــارح يخــــبر عن أمر باطن قد علــــمه ،ويصــــدق المــــعدل ويقــــول له قد عــــلمت من حاله الظاهرة ما عــــلمتها وتفــــردت بعــــلم لم تعــــلمه من اختبار أمره وإخبار المــــعدل عن العــــدالة الظاهرة لا ينفي صــــدق الجــــارح فيما أخبر به،فوجــــب لذلك أن يكون الجــــرح أولى من التعديل.
أخــــبرنا محمدبن أحمدبن رزق قــــال أنا عثمان بن أحمد الدقــــاق قــــال ثــــنا حنبل بن إسحاق قــــال ثــــنا خالد بن خــــداش قــــال سمعت حــــماد بن زيد يقول:كــــان الرجل يقــــدم عليــــنا من البــــلاد،ويذكر الرجــــل ،ويحــــدث عنــــه ويحــــسن الثنــــاء عليــــه فإذا سألنــــا أهل بلاده وجــــدناه على غير مايقــــول،قــــال:وكــــان يقــــول :بلدي الرجل أعــــرف بالرجل.
قــــلت:لما كــــان عندهــــم زيادة عــــلم بخــــبره على ما عــــلمه الغــــريب من ظاهر عدالتــــه جــــعل حماد الحكم لما علمــــوه من جــــرحه دون ماأخــــبر به الغريــــب من عدالتــــه»الكــــفاية175_176
وقــــال الحافظ ابن الصلاح _رحــــمه اللــــه_:
إذااجــــتمع في شخص جــــرح وتــــعديل ،فالجــــرح مقدم لأن المعــــدل يخبر عما ظــــهر من حاله والجارح يخبر عن باطــــن خفي على المعــــدل،فإن كــــان عدد المعدلين أكــــثر فقــــد قيل:التعــــديل أولى ،والصحــــيح والذي عليه الجــــمهور أن الجــــرح أولى لما ذكــــرناه._المقدمه¤99¤
وقــــال الزركشي_رحمه الله_:
قوله_أي ابن الصلاح_"فإن كــــان عدد المعدلين أكــــثر ،فقد قيل التعــــديل أولى"يعني لأن الكــــثرة تقوي الظن،والعمل بأقوى الظــــنين واجب كــــما في تعارض الحديثيــــن والأمارتين،والصــــحيح تقديم الجــــرح لما ذكــــرنا،يعني لأن تقديم الجــــرح إنما هو لتضمنه زيادة خفيت على المعــــدل،وذلك موجود مع زيادة عددالمعــــدل ونقصــــه ومساواته فلو جــــرحه واحــــد وعدلــــه مائة قدم قول الواحــــد لذلك._النكت على مقدمة ابن الصــــلاح¤3/361_ ¤362 وقال السخــــاوي نحو هذا الكــــلام_فتح المغيث¤2/
¤191
في هذه الصــــورة تقديم قول المجرحين على المعدلين وإن زاد عدد المعــــدلين على المجرحين،حتى لوكــــان المجــــرح واحدا وهم كــــثير.
إن القول الفصــــل في الحجة والبرهان والحجج والبراهيــــن الواضحة مع السلفيين ضــــد خصومهم ولكنه العنــــاد والمكابرة"فأين دعوى اشتراط الإجماع على الجــــرح؟
قــــال السخاوي_رحمه اللـــه_:
"الخامس في تعارض الـرح والتــــعــديل في راو واحد"وقدموا_أي جمهــــور العلمــــاء أيضا_الجــــرح على التعديل مطلقا،استوى الطرفان في العدد أم لا.قـال ابن الصلاح:إنه الصــــحيــــح.
وكــــذا صــــححه الأصوليـــون كالفــــخر والآمدي،بل حكــــى الخطــــيب اتفــــاق أهل العلم عليــــه،إذا استوى العــــددان ،وصــــنيع ابن الصــــلاح مشعر بذلــــك.
وعليه يحــــمل قــــول ابــــن عساكر:أجــــمع أهل العلــــم على تقــــديم قــــول من جرح راويا على قــــول من عــــدله،واقتضت حــــكاية الاتفاق في التســــاوي كــــون ذلــك أولى إذا زاد عــــدد الجــــارحــــين.
قال الخطيب:والعلة في ذلك أن الجــــارح مخــــبر عــــن أمــر باطني قد علــــمه،ويصــــدق المــــعدل ،ويــــقول لــــه :قد علمــــت من حــــاله الظــاهر ما علمــــته وتفــــردت بعـــلم لم تعلمه من اختيار أمره يعني:فــــمعه زيــــادة عــــلــــم.
قــــال:وإخــــبار المعدل عــن العدالة الظاهرة،لا ينفي صدق قول الجــــارح فيــــما أخــــبر به فــــوجــب لذلك أن يكــــون الجــــرح أولى من التعديل.فتح المغــــيث"2/188_189"
وقــــال الخــــطيب البغدادي_رحــــمه اللــــه_:
فــــصل:إذا عــــدل جــــماعة رجــــلا وجــــرحه أقـــل عددا من المعــــدلين فإن الذي عليه جــــمهور العــــلماء أن الحكم للجــــرح والعــــمل بـــه أولى،وقــــالت طائفة بل الحــــكم للعــــدالة،وهذا خــــطأ لأجل ماذكرناه من أن الجــــارحين يصدقون المعدلين في العلــــم بالظاهر ويقولـــون:عندنا زيادة علـم لم تعلمــوه من باطــــن أمــــره.
وقــــد اعتلـت هذه الطائفة بأن كــــثرة المعدلين تقوى حالهم ،وتوجــــب العمل بخبرهم وقلة الجارحين تضعف خبرهم .وهذا بعد ممن توهمه لأن المعدلين وإن كــــثروا ليسوا يخـبرون عن عــــدم ما أخبر به الجـــارحون،ولــــوأخبـــروا بــــذلك وقــالوا:نشــــهد أن هذا لم يقــــع منه،لخــــرجوا بذلــك من أن يكونوا أهل تعديل أو جرح لأنها شهادة باطلة على نفي مايصح ،ويجوز وقوعــه وإن لــــم يعلمــــوه فــــثبت ما ذكرناه.الكفاية¤177¤وانــــظر فتــــح المغــــيث للسخــــاوي"2/190_191"
قــــال الحافظ ابن كثير _رحمه اللــــه_:
أما إذا تعــــارض جـرح وتعديل فينبــــغي أن يكون الجرح حينئذ مفسرا.وهل هو المــــقدم؟أوالترجيح بالكثرة أو الأحـــفظ؟
فــــيه نزاع مشهور في أصــول الفقه وعلـــم الحديث والصحيح أن الجــرح مقــدم مطــــلقا إذا كان مفسرا .واللــــه أعــــلم¤
المصــــدر/كتاب صيــــانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علــي الحلبــي"131_135"
قــال النــووي في "التقريب":
يــقبل التعــديل مــن غير ذكــر سبــبــه على الصحيح المشهور،ولا يــقبل الجــرح إلا مــبين الســبب..."وفي المـسألة أقوال أخــرى ذكــرها الســيوطي في"التــدريب"1/307"ثم قـال:
واخــتار شيــخ الإســلام_يعني ابن حــجر_تفــصيلا حسنا ،فإن كــان من جـرح مجملا قد وثقه أحــد من أئمة هــذا الشأن لـم يقــبل الجرح فيه من أحــد كائنا من كـان إلا مفسرا،لأنه قد ثبتت لــه رتبة الــثقة فــلا يزحــزح عــنها إلا بــأمر جــلي ،فـــإن أئمــة هــذا الشــأن لا يوثقـون إلا مــن اعــتبروا حاله فى دينه ثــم فى حديثــه ونقــدوه كــما يــنبغي،وهــم أيقظ النـاس فلا ينقــض حــكم أحدهم إلا بأمر صــريح ،وإن خلا عن التعــديل قــبل الجــرح فيه غير مفسر إذا صــدر من عــارف،لأنه إذا لــم يعــدل فهــو في حـيز المجهول،وإعمال قول المجرح فيه أولى مــــن إهــمالــه"انتهــــى.
ســئل فضيلة الشــيخ/عبـيد الــجابــري_حفظه اللــه تعالى_كــما في الأسئلة التي وجهها له الأخ الفاضل/رائد المهداوي،عن بعض قواعــد علي الحــلبي الباطلــة،الســؤال الآتــي:
س/يقــول على الحــلبي مقعد:
"فإذا ضاقــت الأمــور واخـتلفنا فــي فــلان ،فــلا يجــوز البــتة أن نجــعل اخــتلافنا في غــيرنا ســببا للاختلاف بيــننا"فــما رأيكم حفظكم الله بهذا الكلام؟
الــجــــــــواب:
أظــن أن أخانا عــليا يشـير إلى مايجــري في الساحــة مــن الكــلام على بعض الأشخاص ،وهاهــنا لا بــد من بيــان أمور:
الامــر الأول:أن الاخــتلاف في الأشــخاص مــن حــيث الجرح والتعــديل قــديم ولــيس هــو ولــيد هــذا العــصر ،بــل مــنذ عــرف هذا العــلم _علم الجرح والتــعديل_والأئمة يختلفون في أشــخاص من حــيث جــرحهم وتــعدليهم ،والمــعول عليه في هذا الأمــر الدليل ومــن الأدلـة التي ترجح أحــد القولين،قــول أهــل الخبرة والمعــرفة به من خلال معاشرتهم لـه أو نظرهم في كتبه ،فمــن أقــام الدلــيل على رجــل أنه مجـروح ،واظهر الدليل على جرحــه مــن كــتبه أو مــن مقــالاته ،وبــان أنــــه بهــذه الأدلــة مجــروح وجـــب قبــول الجــارح وتــرك قــــول المعــدل لأن الجــارح عنــده زيادة علم خفيت على المعدل،ولعلــنا نذكــر هــنا مثاليــن:
الأول:إبــراهيم بن محمد بــن أبي يحيى،يعــدله الشــافعي ويوثــقه ويزكــيه ويـقول أحيانا:حــدثــني مــن لا أتهمــه ،يعنيه،والعــلماء علــى خــلاف ذلــك مــن ذلكــم أن مالك بن أنــس إمام دار الهجرة_رحمه الله_سئــل عــن إبراهيم هذا أكــان ثــــقة ؟
قــال:لا،ولا فــي ديــنه.
فترك تعديل الشافعي لإبراهيم بــن أبي يحيى هــذا وقبل جرح الأئمة لـه،فلم يعد عندهم شيئا،مــتروك الحــديث ،فلــم تــنفع إبــراهيم تزكـية الشافعي ،ولم تضر الشافــعي نفسه،لأن هذا خــفي عــليه.
"قال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول:كــان إبراهــيم بــن أبي يحيى قــدريا ،قـيل للربيــع:
فمــاحــمل الشافــعي على أن روى عــنه؟قــال:كــان يــقول:
لأن يخــر إبراهيم من بعد أحب إليه مــن أن يكــذب ،وكـان ثقة في الحديث ،وكــان الشافــعي يــقــول:
أخــبرني مـن لا أتهم عن سهيل وغيرهم _يعني إبراهــيم بــن أبي يحــيى"انظر تهذيب الكمال للمــــزي"2/188
وقــال الذهــبي فــي مــيزان الاعــتدال"1/184":
قــد وثــقه الشافــعي و ابــن الأصبهاني!قــلت:الجــرح مقـدم.
المــثال الثــاني:
عبدالرحــمن بن صالح العتكي.الإمــام أحــمد_رحمه اللـه_مع جــلاله قــدره وإمامته وسابقته في الفضــل يعــدله ،وأبوداود _رحمــه اللــه_يجــرحه ،فقــول أبي داود فــيه مقــبول وراجـح ،لأن أبا داود أبــان سبب الجــرح.
"قــال أبـوداود كما في سؤالات الآجــــري<2>وتاريخ بغداد<10>للــخطيب:
لــم أرأن أكــتب عنه،وضع كتاب مثــالب في أصحاب رسول الله_صلــى اللــه عليــه وسلــم_.
وذكــره مــرة أخــرى فــقال:
كــان رجــل ســوء.وقــال عنه ابــن معــين كــما في تاريــخ بغــداد<10>:
"كــان شيعيا ".وقال موسى بن هــارون كــما في الكــامل<4>لابن عدي"شيعي محترق حــرقت عــامة ماسمعــت منه يــروي أحاديث سوء في مثالب أصــحاب رسـول الله_صلى الله عــليه وسلــم."
والخــــلاصة:
وهــو الأمــر الثاني:أن الجــرح مقــدم على التعــديل المجـمل.
ثــالثــا:
في هــذا العصــر أثبت أخــونا الشــيخ ربيع_حفظه الله_فسـاد منهــج شيد قطــب وفــســاد عــقيدته وأقام الدليل على ذلك من كـتب الرجل بما لايدع مجالا للشــك ،فالمنصفون والفطنــاء والحريصون على حفظ العقيدة والذب عنــها وعــن أهلــها قبلوا كــلام الشيخ ربــيع لأنــه أقــام الدليل من كتب الرجل،وأما أهل اللــجج والشطــط والحــزبيات فإنهــم إلى اليــوم على تمـجيد الرجــل وتبجــيل الرجل ورفعه فــوق الرءوس،والثــناء عــليه وعــده في مصاف الأئمة كــذبا وزورا وبــهتانــا!
وبــهذا يعلــم أن هـذه القاعدة غيــر سديدة بــل هي فـاسدة ،فأهل السنة ينظرون في الأدلة ويوازنون بيــنها ويقــبلون مــن الأقــوال ماقام الدليل القطعي على صحــته وترك القول الآخر.
ابن عباس_رضى اللــه عــنهما_روي عنــه أنــه قــال:
"واللــه ماأظــن أن أحــدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني اليوم،فــقيل: وكــيف؟قــال:
تحــدث البدعــة في المــشرق أوالمــغرب فيحــملها الرجــــل إلـي فــإذا انتهــت إلي قمعــتها بالسنــة فــترد عــليه"أخرجــه اللالكــائي في اعــتقاد أهــل السنــة<1>
فيتحصل لدينا أن الناس قسمان:
قســم لايعبأ بالجـرح والتعديل ،ويراه من الاختلاف الــذي فــيه مندوحــة وهــذا مــنهج فــاسد لايسلكــه إلا جــاهل أوصاحب هــوى.
القــسم الثــاني:من ينظــر إلى أقوال العلماء في الرجال الذين لــم تسبق له به معرفة فيحكم الدليــل ،فمــا قــام الدليل على جرحه فهو مجــروح ساقــــط ،وما لم يقم الدليل على جرحه فإنه يبقى علــى الأصل ،ومــن هنا يقال:النــاس ثلاثة_المتكلم فيهــم ثلاثــة:
_قسم ظهرت عدالته واستقامته فهذا هــوالعدل السليم المقبول.
_قســم ظهــر جرحه وانحرافه بمقتضى الأدلــة ،وهذا مجروح منبــوذ.
_قســم مسـتور ،فهذا يكفي أنه مستور فلا يتعب الناس أنفسهم فــي البحــث عنــه.
وهــنا مســلك عـظيم وهو في الحقيقة قاعــدة"أنه في حــال الفتن التي تعــصف في النـاس وتموج بهم كان القــدامى مــن الأئمة يمتحنون الوافــدة إليهم مـن الأقطــار فــإن أثنوا علــى علــمائهم وخيارهم_أهل السنة فيهــم_خيرا قربوهــم وإن أثنوا عليهم شرا أبعــدوهــم،ومــن أقــوالهــم في ذلــك:
امتحــنوا أهــل المــدينة بمالـك وامتحنوا أهـل الشام بالأوزاعي وامتحنوا أهل مصر بالليــث بــن سعــد وامتحنوا أهــل الكــوفة بسفيان وامتحنوا أهـل الموصل بالمعــافى بن عمــران¤
المصدر/رد العلامة عبيد الجابري على قواعد علي الحلبي الجديدة.<25_33>مع تعليق الشيخ أحمد بازمول عليها.25_33>
*سئل الشيخ/ربيع بن هادي المدخلي_حفظه الله تعالى_عن قاعدة:
"لا نجعل اختلافنا في غيرنا سببا للاختلاف فيما بيننا؟
فأجاب:
بأنها قاعدة فاسدة،وأنهم من خلالها يريدون التوصل إلى عدم تبديع وجرح من هو أهل للجرح والتبديع مثل المغراوي وأبي الحسن المأربي ومحمد حسان.
*سئل الشيخ الدكتور/محمد بن هادي المدخلي_حفظه الله تعالى_:
مارأيكم في هذه القاعدة:
"لا نجعل اختلافنا في غيرنا سببا للخلاف بيننا"
الجواب:
هذا كلام باطل ،هذا كلام باطل ،لأنه قد يكون الخلاف بيني وبينك في أهل الأهواء،فأنت تزكي صاحب البدعة وتمدحه وأنا أحذر الناس منه،فأيهم الناصح لدين الله ولعباد الله؟أنا أو أنت؟الذي حذر من الأهواء وأهلها هوالناصح لدين الله_تبارك وتعالى_أما الذي أوى أهل الأهواء والبدع فهذا منهم لأن"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"والإمام أحمد_رحمه الله_قد استدل على هوى الرجل وانحراف الرجل بطرحه السلام على أهل الأهواء فقال:
"إذارأيت الرجل يسلم على رجل من أهل الأهواءفاعلم أنه يحبه"ثم استدل بحديث"أفلا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم؟أفشوا السلام بينكم"
فأهل الأهواء إذا كنت أنت تزيكيهم وهذا يحذر منهم ،فكونك تقول"لانجعل خلافنا في غيرنا سببا في خلافنا"هذا غير صحيح بل هذا الكلام عليه تحفظ ،نسأل الله العافية والسلامة من مثل هذه العبارات التي بدأت تظهر للناس اليوم،ففرقت أهل السنة،أهل السنة في القديم كان الخلاف بينهم وبين أهل الأهواء،أما الآن فاندس في صفوفهم بعض المشبوهين وإن تزينوا بالسنة فما فعلوا فيهم أعظم مما فعله أهل الأهواء نسأل الله العافية والسلامة.1>4>10>10>2>
|
|||
0 تعليقاتك تهمنا:
إرسال تعليق