س: ما حكم الإسبال؟ وهل يجوز أن أطيع والديّ إذا أرادا مني إسبال ثيابي؟ جزاكم الله خيرا .
ج: الإسبال محرم ، بل هو من كبائر الذنوب ، ففي الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . وفي صحيح مسلم والسنن وغيرها من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب
أليم ، قال: فقرأها ثلاث مرار ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا ، من هم يا
رسول الله؟ قال: المسبل إزاره ، والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب واللفظ لفظ مسلم .
فالمسبل عاص لله ومتعد لحدوده سبحانه ، فواجب عليه أن يتوب إلى الله ،
فإنه قد تُوعد بالعذاب الأليم وبعقابه بأن لا ينظر الله إليه ولا يزكيه ،
وهذا دال على أن فعل ذلك من الكبائر .
ثم إن الإسبال فيه إفساد للملبس ، وربما سبب تعثرا له في مشيه . وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لشاب جاء يعوده في مرض موته فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض ، قال: ردوا علي الغلام .
قال: يا ابن أخي ، ارفع ثوبك ، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك أخرجه البخاري في صحيحه .
وأما طاعة الوالدين فهي واجبة ، وقد قرن الله حقهما بحقه في قوله تعالى:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
. لكن مع ذلك فإن الوالدين لا يطاعان في معصية الله ، شأنهما شأن كل
مخلوق ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . فلو أمراك بالإسبال فلا
تطعهما في أمرهما لك بالإسبال ، مع قيامك بحقهما من البر والصلة ، ومحاولة
تطييب خاطرهما بخصوص الإسبال بالكلام الطيب ، فتبين لهما بأن هذا أمر محرم
بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الواجب علينا جميعا اتباع سنته
والائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه والوقوف عند حدوده . وأسأل الله أن يفتح
على قلبيهما ، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ > حكم الإسبال
0 تعليقاتك تهمنا:
إرسال تعليق