فصل
في أسمائه صلى الله عليه وسلم
كثرة الأسماء دالة على عظم المسمى ، وأسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -
دالة على معان عظيمة ، وأعظم أسمائه وهو العلم عليه - صلى الله عليه وسلم -
إذا أطلق اسمه ( محمد ) ، وهو الذي سماه الله به في القرآن الكريم ، يقول
تعالى :((
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )) ، ويقول - سبحانه - :((
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) ، ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُـزِّلَ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)) ، ويقول - سبحانه - : ((
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي
اللَّهُ الشَّاكِرِينَ))
وهو أجل أسمائه - صلى الله عليه وسلم - ، يقول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :
وشـق لــه مــن اسـمه ليجلـه | فذو العرش محمود وهذا محمد |
وأصل البيت لأبي طالب ، ضمنه حسان - رضي الله عنه - قصيدته .
ومن أسمائه - صلى الله عليه وسلم - : أحمد ، وهو الاسم الذي ذكره عيسى -
عليه
السلام - في بشارته ببعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما أخبر
الله - سبحانه
وتعالى - عنه ، فقال - عز وجل - :/
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ/
ومن أسمائه - صلى الله عليه وسلم - : المتوكل ، كما جاء في حديث
عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في ذكر صفة النبي - صلى الله عليه
وسلم - في التوراة ، حيث جاء فيه وأنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل . . .
الحديث . أخرجه البخاري ، وسيأتي
ومن أسمائه - صلى الله عليه وسلم - ما جاء في حديث جبير بن مطعم - رضي الله
تعالى عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
إن لي أسماء :
أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي
الكفر ، وأنا الحاشر الذي
يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده
أحد متفق عليه .
وفي حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : سمى لنا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - نفسه أسماء ، منها ما حفظنا ، ومنها ما لم نحفظ ، قال : " أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي
والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة أخرجه مسلم .
ومعنى اسمه - صلى الله عليه وسلم - ( محمد ) : هو اسم منقول من الحمد ،
وهو في
الأصل اسم مفعول من الحمد ، وهو يتضمن الثناء على المحمود ومحبته ،
وإجلاله ،
وتعظيمه ، وبني على زنة ( مفعل ) مثل معظم ومحبب ومسود ومبجل
ونظائرها ،
لأن هذا البناء موضوع للتكثير ، فإن اشتق منه اسم الفاعل ،
فمعناه : من كثر
صدور الفعل منه مرة بعد مرة . . . ، وإن اشتق منه اسم
المفعول فمعناه : من كثر
تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى ؛ إما استحقاقا
أو
وقوعا ، فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى ، أو الذي
يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى
وأما الماحي والحاشر والعاقب فقد جاءت مفسرة في حديث جبير بن مطعم - رضي
الله عنه - المتقدم .
الشيخ عبد العزيز ال الشيخ
|
0 تعليقاتك تهمنا:
إرسال تعليق