جديد الموقع



الأربعاء، 25 فبراير 2015

قصيدة في أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه


 جف الغدير وشحّ الغيم والمطر *** واصفرّ بعد دوام الخضرة الشجر
 وازداد عارضها ريح السّموم وقد *** تنازع النّاس أمرا شأنه خطر
 ما للحروف وقد أفضى الكلام إلى *** خير القرون أخلّيها وما تذر
 أبغي السكوت وما ألقى له وطنا *** كذاك شعري هدر مابه ظفر
 فيم الكلام ولا خيرا نأمّله *** ممّن تقدّمه في سيره البقر
 يا رحمة الله تغشى سابغا بلدي *** من قحّة قد سرى في أهلها ضرر
خالي وخال جميع المسلمين غدا *** في أرذل الخلق يزرى ثم يحتقر
 وكلب كسرى يزكّى دونما حرج *** ولا بأجهر منها حين يفتخر
ذاك الذي قتل الفاروق معتديا *** ذاك الشّقاء له والخزي إن جهر
وا حاز ابن سفيان فخرا ليس يحجبه *** حقد الحقود ولا غيم ولا كدر
 أين ابن هند وقد بانت مآثره *** من نبح منتقد يهذي فما يذر
 أين الذي ملك الدنيا فأسلمها *** إن ناح ذو ضعة قد نابه السكر
 صلّى الإله على عبد تخيّره *** ليرقم الوحي في قوم لهم خبر
 والله يرضى عن الفاروق صاحبه *** من كان واليه يولي ويعتذر
 كذا الرّضاء لذي النورين مثبته *** في سلطة مارقى عن مثلها بشر
 بل ذاك خصمه في صفّين قال لنا *** ذنب الفريقين عند الله مغتفر
 وكم ترجّى بأن تبقى امارته *** حفظا لأمّتنا إن نابها الخطر
كذاك سبطه هل خلّى خلافته *** لغير فارسها لو نالك النّظر؟
أو كالحسين وقد بان الرّضاء لنا *** من مثل صمته فاصمت نالك الظّفر
 أوْ ما سمعت حديث المصطفى بولا *** في مدح ذا البيع فافهم أيّها الحجر
واذكر وقد حملت لحياك فاحشة *** قول الرّسول متى أزرى بك الدّعر
 لاهم فاجعله مهديا وهاديها *** واهد به الخلق للإحسان إن أشروا
 وغزوة البحر ما أسما فضائلها *** وافخر صاحبها لو كان يفتخر
 أووقعة الروم إذ لاقى فوارسها *** من رحمة الله غفرانا وما اغتفروا
وكلّ ذي نسب لابدّ قاطعه *** يوم القيامة الاّه لو ذكروا
 فإنّه نسب المختارسيّدنا *** لو أدرك النّاس ما يبقى ويدّخر
 واسمع كلام ابن عبّاس فإن له *** من حكمة القول ما يرضى له البشر
 ما كان من رجل للملك أخلق من *** مثل ابن هند وقد أفضى له القدر
 كذاك قال " فقيه " حينما سألت *** عن وتر صاحبه هاتيكم الزّمر
 وعن أخيه أبي الدّرداء أنّ له *** سمتا كسمت رسول الله لو نظروا
 بل ذاك ثوب رسول الله اسلمه *** حِبُّ الرسول له لليمن والشَّعَر
 كذاك حدّث عن إسناده نفر *** من خيرة الصّحب يامن أمّه النّفر
أبو سعيد كذا النّعمان صاحبه *** جرير ثمّ أبو الدّرداء يعتبر
 وابن الزّبير كذاك ابن لعمرو وزد *** ذكر ابن عبّاس أو من أنجب الحجر
 وفي الصّحيحين من إسناد صاحبها *** عشر وتسع من الآثار تشتهر
وللمسوّر في ذكر الفتى خبر *** يشفي غوائلها ياحبذا الخبر
 وفي اعتذار حبيب المصطفى مثل *** عن قتل حجر لعذر حين يعتذر
 والتابعون بقول مثله جهروا *** ما ليس يحجبه شمس ولا قمر
 وقد تبدّلها بالسّوء طائفة *** في مثل قولهم عجز كذا قص
ر تفاقم الظّلم حتّى لم أجد سببا *** الى سؤاله أين الفقه والنّظر
 وإن أجبت بشئء من شمائله *** فما تجلّى بقولي نوره القمر
يا عين جودي فإني ممسك قلمي *** وما لدمعك إن آثرت مدّخر
 ويا جفوني خلّي عنك واعترفي *** بالعجز واقتنعي أن لست أصطبر
 قد هالني منظر الخذلان في فزع *** لمّا ذكرت وقد فاتتني العبر
 قلبي وكفّي والجفون ومقلتي *** تكاد تفنى وقد أزرى بها الهدر
 سهرت ليلي في خير أمثّله *** وطال فكري واحتارت بي الفكر
 وبات جنبي سلطان يسامرني *** فكان فيه عزاء الليل والسمر

 منتديات التصفية والتربية الجزائر منقول
مراد قرازة

0 تعليقاتك تهمنا: