جديد الموقع



الخميس، 14 يوليو 2016

من أسباب دفع البلاء( المرض وغيره )

 1) اليقين وحسن الظن بالله عز وجل وأن لا يقول : أجرب كلام الله ، بل يتيقن بأن فيه الشفاء، وأنه الأصل في العلاج قال سبحانه وتعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) الإسراء / 82 .
2) تعظيم الخالق والالتجاء إليه والتعلق به والتوبة إليه ودعاؤه ، فهو الشافي وحده ، ورقيتك لنفسك إن استطعت إذا أصابك بلاءٌ أفضل من رقية غيرك.

3) حفظ العبد ربه بامتثال أوامره كالمحافظة على الصلاة جماعة في المسجد . قال صلى الله عليه وسلم : )من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ) رواه مسلم . وباجتناب نواهيه : كترك النظر المحرم والابتعاد عن الشاشات الهابطة التي أضرت أسراً كثيرة وسببت شقاءها ، وترك الأغاني و سماعها ، ومقاطعة الحفلات المنكرة ، فتفوز بحفظ الله الذي بشرك به نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ) رواه أحمد والترمذي .
4) الإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وملازمتها في كل حال كأذكار ما بعد الصلاة ، والورد اليومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ . قال سبحانه وتعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ) طه /124.
5) المداومة على الأعمال الصالحة التي تقوي الإيمان، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( أدومها وإن قل ) رواه البخاري .
ـــ ومن هذه الأعمال :
أ‌) المداومة على قراءة وحفظ ما تيسر من القرآن وتدبر آياته والمكث بالمسجد ، وإدامة ذكر الله كل حين .
ب‌) المداومة على العبادات التطوعية كالسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى والوتر .
ت‌) بر الوالدين وصلة الأرحام ، وإن قطعوا .
ث‌) صيام التطوع ، كالاثنين والخميس ، والأيام كالبيض ، وعشر ذي الحجة ، وعاشوراء ، وست من شوال .
ج‌) استغلال الوقت بما يفيد ، كطلب العلم الشرعي ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ح‌) اختيار الصحبة الصالحة المعينة على الخير .
خ‌) الإحسان إلى الناس وبذل الصدقة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عن كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، من ستر مسلما ً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ...) رواه مسلم .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة ) صحيح الجامع .
ملحوظة : لكي لا أطيل على القارىء هنا ذكر الشيخ أذكار الصباح والمساء ، أذكار الخروج ودخول والمنزل ، وبعضاً من الأذكار العامة اليومية ، والأذكار العامة المحصنة في جدول يبين النص ، والكيفية ، وأثرها وفضلها .
للاستزادة ننصح بالرجوع حصن المسلم للشيخ سعيد بن وهف القحطاني
ـــ العين هي سبب المرض الغالب على الناس :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) صحيح الجامع .
قال الشيخ عبدالله بن جبرين : ( العين يتبعها شيطان من شياطين الجن فتؤثر في المعين بإذن الله الكوني القدري لقوله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ، ولوكان شيء سابق القدر لسبقته العين ) صحيح الجامع .
ـــ أمثلة على العين : الآلام المتنقلة في الجسم / أغلب أمراض السرطان / الجلطة / الر بو/ الشلل/ العقم / السكر / الضغط / عدم انتظام الدورة الشهرية / بعض الأمراض الباطنية / كالقولون / بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والوسواس .... ألخ
ــــ منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في العلاج : الجمع بين الأصل الدوائي : وهي الرقية الشرعية والسبب الدوائي : وهي الأمور المادية الطبية .
قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالشفاءين القرآن والعسل ) . أخرجه ابن ماجه بإسناد صحيح .
ــــ من الأمور المجربة النافعة في الرقية الشرعية بإذن الله 

:1ـ القراءة بنية الشفاء لهذا المريض : فالقرآن لو نزل على جبال لصدعها ، أفلا يشفي جسماً من لحم ودم إإإ قال ابن القيم رحمه الله : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة ) حتى لو طالت المدة ، قال تعالى : ( سيجعل الله بعد عسر يسراً ) الطلاق / 7 .
2ـ القراءة بنية الاتهام : إعمالاً لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تتهمون ؟ ) صحيح الجامع . وقد يتذكر المريض شخصاً أو أكثر في حادثة أو موقف معين ارتبط بمرضه ، أو يرى رؤيا أو ترى له حتى وإن كثر العائنون ، مع العلم أن هذه الأدلة ظنية لا يقطع بها ، وإنما يستأنس بها مع إحسان الظن بالجميع لأن العين تكون من القريب والمحب بغير قصد ، وقد يقولها غالباً من باب المزاح أو الإعجاب . قال فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله : ( ليس في الاتهام فتح لباب العداوة البغضاء كما يظن البعض ، فإن العين لا يخطر ضررها ببال العائن ، فالاتهام لإنسان ما ليس جزماً بأنه العائن إنما هو إعمال للحديث ، وتكون من أسباب الألفة والمحبة لنفع المسلم وإزالة الضرر عنه ، فيؤخذ من الأثر المفيد من عرقه أو ريقه أو شيء مما مسه باليدين لو بدون علمه ويصب على المعين ، فإنه يبرأ وهو نافع بإذن الله تعالى ) ، والشرب أبلغ كما في الحديث الصحيح : ( فأمره فحسا منه حسوات ) أي شرب منه ، وكما دلت عليه التجربة .
3ـ القراءة بنية الدعوة والهداية للمريض وللمتلبس ( الجان ) : ونجد لذلك تأثيراً عجيباً بدون مخاطبة الجان ، لما للمخاطبة من تأثير سلبي على المريض .
القراءة التصورية : وهي تصور معاني الآيات والتأثر بها لا مجرد القراءة فقط . وانظر طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية كيف تصور مريض النزيف حيث شبه الأرض بالإنسان ، والنزيف بالمطر ( الأرض في بلعها للماء، والمطر بتوقف النزيف، وأن هذا النزيف بلعته تلك الأرض ، وأن مصدر النزيف أقلع ، وأن النزيف غاض ، وأن الأمر انتهى عندما قرأ على المريض قوله تعالى : ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين) هود / 44 ( زاد المعاد )
ـــ علامة الإنسان المصاب بالعين : الأعراض إن لم تكن مرضاً عضوياً فإنها تكون غالباً على هيئة ( صداع متنقل / صفرة في الوجه / كثرة تعرق وتبول / ضعف شهية / تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف/ خفقان في القلب / ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين / حزن وضيق في الصدر / أرق في الليل / انفعالات شديدة من خوف غير طبيعي / كثرة تجشؤ وتثاؤب وتنهد / انعزال وحب للوحدة / خمول وكسل / ميل إلى النوم/ مشاكل صحية بلا سبب طبي معروف ) وقد توجد هذه العلامات أو بعضها حسب قوة العين وكثرة العائنين .
ـــ الآيات والأوراد التي تقرأ على المريض ، وطريقة تطبيقها : القرآن كله شفاء ، وإليك بعض الآيات : سورة الفاتحة ،آية الكرسي ، ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) البقرة / 137 ، خواتم البقرة ، آخر الحشر ، ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) النساء / 54 ( لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) الكهف / 39 ، ( فارجع البصر هل ترى من فطور ، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير) الملك /3ـ4 ، ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ، وماهو إلا ذكر للعالمين) القلم / 51 ، سورة الإخلاص والمعوذتين ، ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) الاحقاف / 31( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) الإسراء / 82 ، ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) فصلت / 44 ، ( وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء /80 ، ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) التوبة / 14، ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) يونس/57 ، ( وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ) الأنعام / 13، ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين) هود/44، ( وإذا الأرض مدت ، وألقت ما فيها وتخلت ، وأذنت لربها وحقت ) الانشقاق / 3ـ5.
ـــ من الأدعية :قول : ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) 7 مرات، ( أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، وكل عين لامة ) 3 مرات ،( اللهم رب الناس ، اذهب البأس اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ) 3 مرات ( اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها ) مرة ، ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) 7 مرات .
ــــ طريقة تطبيق الرقية : 1ـ قراءة الآيات والأدعية السابقة بتدبر وخشوع على المريض مباشرة ( مع النفث بريق خفيف ، أو بدونه) ، أو استماعها .
2ـ وضع اليد على مكان الألم أثناء الرقية ، إلا لمحذور شرعي كالرقية على غير المحارم من النساء.
ولا يكثر القراءة لأنها كالدواء ، ولكي لا يمل الراقي والمرقي عليه ، وقصة اللديغ الذي رقي بالفاتحة فقط خير دليل .
3ـ قراءة الآيات على ماء ( وزمزم أفضله) أو زيت زيتون ليشرب ويدهن به . ويستخدم باعتدال فالماء بشرب مقدار كأس مرة إلى 3 مرات يومياً ، والزيت بأخذ قليل منه ( نقط) ودهن المكان المصاب ، أو كل الجسم ، أو تناوله مع الأكل .
وعند نقص الماء أوالزيت يضاف إليه ، لورود ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، ولأن القرآن شفاء ، وهو نورٌ لا ينقطع أبدأً .
ـــ السحر : وجوده قليل نسبة للعين ، وبينهما تشابه في الأعراض ، فالمعيون قد يتأثر بآيات السحر وكأنه مسحور لتأثر المتلبس به بالقرآن .
ــــ علاج السحر : قراءة الآيات والأدعية السابقة ، بالإضافة لآيات السحر ومنها : ( الأعراف 117 إلى 119 / يونس : 79 إلى 82 / طه : 65إلى 69 ) . وإن وجدنا السحر فنقرأ عليه آيات السحر وآية الكرسي والمعوذتين والإخلاص ثم يحرق فيبطل بإذن الله .
وختاما : فإن مقتضى الإيمان التصديق بخبره صلى الله عليه وسلم ولو خالف المحسوس ، والاعتقاد الجازم بأن القرآن أصل دوائي لعلاج الأمراض الروحية والنفسية والعضوية ، ويؤيد ذلك تحقق الشفاء بعد الرقية على كثير منها بفضل الله ومنته .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 

منقول