جديد الموقع



الجمعة، 23 نوفمبر 2012

واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة


بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونستجير به من الفتن ما ظهر منها وما بطن ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , وأشهد أن محمدا عبد الله وخليله ورسوله , بعثه رحمة للعالمين , فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده , وتركنا على محجة بيضاء , من تمسك بها وأحسن السير على منهاجها , أمن من الفتن , ووقاه الله – جل وعلا – من الشرور والمحن , ومن خلّط وتجاوز , وأعرض عن سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - فلا يلومن إلا نفسه , نصيحتي لكل مشاهد ومستمع : أن يتقي الله ونتقي الله جميعا فيما بيننا وبين ربنا – جل وعلا – وفيما بيننا وبين أنفسنا وإخواننا , وفيما بيننا وبين ذرياتنا وبيوتنا , نراقب الله ونعلم أن ما آتاه الله للعبد هي نعمة ينبغي أن يشكر الله عليها , إن أتاه ذرية يرعاهم ويحسن تربيتهم وأن يتفقد أمورهم وأن يتفقد البيت ويحرص على أن يكون البيت بيت تقى وطاعة لله – جل وعلا – فحتى تسري العدوى للبيوت وحتى تستقيم الأمور , وقد قال الله – جل وعلا - : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فالفتن إذا عصفت رياحها واستشرت نارها ؛ فإنها لا تفرّق , تأكل الأخضر واليابس , ولذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من الاستعاذة بالله – جل وعلا - من الفتن , ثم عليه أن يتفقد نفسه وينظر في هواها , يعرض الأمور على ميزان الشرع , فما كان ميزان الشرع يرتضيه , وكما يتوقع على الثواب على القيام به و كان يحسن القيام به , فليتق الله , وما كان ميزان الشرع يأباه فليتق الله - جل وعلا - إن من أهم ما ينبغي للمسلم أن يكون عليه أن يحفظ بيته قبل كل شيء بالصيانة , ويصون أهله من امرأة وبنات عن الاختلاط بالرجال الأجانب , أن يحملهم على الحجاب الشرعي الذي يكون بسببه أُغلق باب الفتن فيما يتعلق بفتن النساء وقد قال سيد البشر : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وأخبر – صلى الله عليه وسلم - أن أول فتنة وقعت في بني إسرائيل بسبب النساء , فليتق الله المسلم , ونصيحتي لكل رجل وامرأة أن يتعاونا جميعا على إصلاح البيوت واستقامة أمورها , وأنصح المرأة التي هي ربة المنزل التي ينبغي أن تكون حائطا للمنزل , متفقدة أحوال من فيه أن تحسن الرعاية وأن تكون صالحة حتى تكون من الكنوز النادرة , فإن المؤمن ما كنز كنزا أعظم من المرأة الصالحة التي إن أمرها أطاعته , وإن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله , فليتق الله الجميع , ثم إني أنصح الجميع أن يتجنبوا الفتن , نحن في هذه الأيام نعيش فتنة شعوى وبلية داهية دهيا , ينبغي أن نحرص تمام الحرص على سؤال الله – جل وعلا - أن يسكن الريح ويصد عن المسلمين الفتن وأن يصلح حالهم , لا مانع أن أذكر شيئا بسيطا مما يتعلق بما يدور هنا وهناك :
 أولا : من ظهر الدين الإسلامي وانتهت الخلافة الراشدة بعد وفاة الخليفتين , وفي عهد الخليفة الثالث قامت فتن يمكن أن نسميها مظاهرة وكانت مصدر بلاء وشر , كان ضحيتها الخليفة الراشد : عثمان بن عفان – رضي الله عنه - وهو أحد الخلفاء الذين قال المصطفى في حقهم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي , عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور ) إذن هذه المظاهرات السيئة والغوغائية الطائشة وما يقابلها وما يدخل معها من البلاء والشر المستطير ينبغي للمسلم أن يكون حريصا على تجنبه النبي – صل الله عليه وسلم - بين ما على الحكام كما بين ما على المحكومين , الحكام : بين – صل الله عليه وسلم - ما عليهم وأن على الحاكم أن يتقي الله ويعدل في رعيته ويحرص على التماس أحسن الأمور لهم ويتجنب الجور عليهم وأن يخاف الله سبحانه وتعالى , فإن النبي – صل الله عليه وسلم - أخبر أن ما من والي ولا خليفة إلا تخلو له بطانتان : بطانة خير تذكره بالخير وتحثه عليه وتعينه إذا ذكر , وبطانة شر تثبطه عن الخير وإذا نسي لا تذكره , فليحرص المسلم على أن يكون فيما بينه وبين الله عيبة نصح فيمن يتولى الأمر بالدعاء له بالتوفيق والسداد في الأمر والتمسك بسنة محمد – صلى الله عليه وسلم - , الذي ذكر أنه ما من والي يتولى أمر الأمة فيغش لها إلا لن يدخل معهم الجنة , الأمر خطير جدا خطير .
 هذه البلية التي شاهدناها ولا يزال الناس يشاهدونها وتعصف عواصف مرة قد يكون راح ضحيتها دماء بغير حق وسلبت أموال بالباطل وأفسدت آمال بغير حق , كل ذلك فيه تعد على حدود الشرع , لا منا من يدخل بين صفوفها ليشيع الفتن , قد تكون لمّا لا تخريب فيها ولا سفك دماء ولا تعد على حرم وهو حرمات وأنفس وأموال قد تكون أخف ضررا وإن كانت مخالفة للمنهج الشرعي , لكنه إذا دخل بينها وبين صفوفها من يبيتون للناس شرا أو يريدون أن يشعلوا الفتنة أو أن يحملوا الحاضرين كما حصل في يوم الجمل وما دخل فيه صار من ضحيته من قتل من خيار الصحابة , إذن الفتن إذا عصفت شرها عظيم , يقول أحد الصحابة – رضي الله عنه - لما قامت الفتن وهو من كبار الصحابة : ( كنا نقرأ هذه الآية : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ما كنا نظن أنها فينا , وإذا هي فينا ) فليحرص المسلم لا أستمر وأطيل , لكني أسأل الله – جل وعلا - أن يسكن الفتنة وأن يحقق بعدها الخير لمصر ولغيرها من البلاد الإسلامية وأن يدفع كل فتنة وأن يقضي على بواعثها ويقضي على باعثيها , وأن يهدي كل من تولى أمرا من المسلمين أن يحكم فيهم شرع الله في أخلاقهم وعقيدتهم وأموالهم ودمائهم وأن يراقب الله في خلوته فإن الله - جل وعلا - لا تخفى عليه خافية , وقد يملي للظالم لكنه إذا أخذه أخذه لم يفلته كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم تلا قول الله – جل وعلا - : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " أسأل الله أن يلطف بنا ويلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان ويغفر لأموات المسلمين ويوفق الجميع للرجوع إلى شرع الله - جل وعلا- فيما يقولون ويقضون , النبي – صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له جور الولاة وعدوانهم وما يتعلق بعدم عدلهم قال بعض الصحابة : أفلا ننابذهم يا رسول الله ؟ قال : لا ما صلوا , لا , حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد و وأسال الله أن يوفقني والسامعين للسداد في كل أمر إنه سميع الدعاء .

حلقة مفرغة من البرنامج الجواب الكافي  ليوم الجمعة 1/3/1432هـ ( الشيخ : صالح اللحيدان حفظه الله

0 تعليقاتك تهمنا: