جديد الموقع



الثلاثاء، 9 أبريل 2013

طوبى للغرباء

طوبى للغرباء


قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((طوبى للغرباء . قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال :ناس صالحون قليل في ناس سوءٍ كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)) صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة .

قال بن القيم - رحمه الله – في ((كتابه مدارج السالكين )) :
(... فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبُوطون ، ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء ، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات ؛ فأهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء ، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة ....)

إلى أن قال –رحمه الله - (ومن صفات هؤلاء الغرباء : التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده ، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا ، وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم،، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم...!! )

إلى أن قال - رحمه الله – (.... فمن أراد أن يسلك هذا الصراط فليُوطن نفسه على قدح الجُهال وأهل البِدع فيه ، وطعنهم عليه ، وإزرائهم به ، وتنفير الناس عنه ، وتحذيرهم منه ، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعِهِ وإمامه ، فأما إن دعاهم إلى ذلك ، وقدح فيما هم عليه ، فهنالك تقوم قيامتهم ، ويبغون له الغوائل ، وينصبون له الحبائل ، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله !! فهو غريب في دينه ؛ لفساد أديانهم . غريب في تمسكه بالسنة ؛ لتمسكهم بالبدع . غريب في اعتقاده ؛ لفساد عقائدهم . غريب في صلاته ؛ لسوء صلاتهم .
غريب في طريقه ؛ لضلال وفساد طرقهم . غريب في نسبته ؛ لمخالفة نسبهم . غريب في معاشرته لهم ؛؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .
،، وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا ؛ فهو عالم بين جهال ، صاحب سنة بين أهل بدع ، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع ، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف .)

0 تعليقاتك تهمنا: