«وفي الكلام المأثور عن الإمام أحمد:
أصول الإسلام أربعة: دالٌّ ودليلٌ، ومُبيِّنٌ ومستدِلٌّ، فالدَّالُّ هو:
الله، والدليل هو: القرآن، والمبيِّن هو: الرسولُ صَلَّى الله عليه وآله
وسلَّم، قال تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾
[النحل: 44]، والمستدِلُّ هم: أولوا العلم وأولوا الألباب الذين أجمع
المسلمون على هدايتهم ودرايتهم».
[«النبوات»
لابن تيمية: (248)].
كَنْزٌ عظيم
|
«قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ﴾
[الحجر: 21]، متضمِّنٌ لكَنْزٍ من الكنوز، وهو أن يطلب كلَّ شيءٍ لا يطلب
إلاَّ ممَّن عنده خزائنه، ومفاتيح تلك الخزائن بيده، وأنَّ طلبه من غيره
طلب ممَّن ليس عنده ولا يقدر عليه».
[«الفوائد» لابن القيم: (285)]
|
دعائم الصدع بالحق
|
« الصدع بالحق
عظيم يحتاج إلى قوة وإخلاص، فالمخلص بلا قوة يعجز عن القيام به ،والقوي بلا
إخلاص يخذل، فمن قام بهما كاملا فهو صدّيق، ومن ضعف فلا أقل من التألم
والإنكار بالقلب، ليس وراء ذلك إيمان فلا قوة إلا بالله ».
[«سير أعلام
النبلاء» للذهبي:
(9/ 434)]
|
حقيقة العلم النافع
|
« تدري ما العلم النافع ؟ هو: ما نزل به القرآن وفسّره الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم قولا وفعلا، ولم يأت نهي عنه، قال عليه الصلاة والسلام: «
من رغب عن سنتي فليس مني» فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في
"الصحيحين" و"سنن النسائي" و"رياض" النووي و "أذكاره" تفلح وتنجح،
وإياك وأرآء عبّاد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضيات، وجوع الرهبان، وخطاب
طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه
بالله، اللهمّ اهدنا إلى صراطك المستقيم »
[«سير أعلام النبلاء» للذهبي: (19/ 340)].
|
صفة القلب الذي يقبل العلم ويزكو فيه
|
«وبلغنا
عن بعض السلف قال: « القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله أرقها
وأصفاها » وهذا مثل حسن، فإن القلب إذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم
سهلا يسيرا ورسخ العلم فيه وثبت وأثر، وإن كان قاسيا غليظا كان قبوله للعلم
صعبا عسيرا، ولا بد مع ذلك أن يكون زكيا صافيا سليما، حتى يزكو فيه العلم،
ويثمر ثمرا طيبا وإلا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم،
وكان كالدغل في الزرع إن لم يمنع الحب من أن ينبت منعه أن يزكو ويطيب، وهذا
يبين لأولي الأبصار»
[«مجموع
الفتاوى» لابن تيمية:
(9/ 315)]
|
الجرح المقبول
|
قال
ابنُ عبد البر: «إنّ من صحّت عدالتُهُ، وثبتت في العلم أمانتُهُ، وبانت ثقتُهُ
وعنايته بالعلم لم يُلتفتْ إلى قول أحدٍ إلاّ أن يأتي في جرحه بِبَيِّنَةٍ عادلةٍ
يصحُّ بها جرحه على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدات والمعاينة».
[«جامع بيان العلم وفضله»: (2/
152)]
|
من صفات أهل السنة و الجماعة
|
« أئمة السنة والجماعة
وأهل العلم والإيمان: فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون
به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما
قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
[ المائدة: 8 ]،ويرحمون الخلق، فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون
الشر لهم ابتداءا بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان قصدهم
بذلك بيان الحق ورحمة الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكون
الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا»
[«الرد على البكري» لابن تيمية: (251)].
|
بين الصدق والادعاء في محبة النبي صلى اللهُ عليه وآله
وسَلَّم
|
«الحبُّ الصحيح لمحمَّد
صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه
على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون
عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال
الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه »
[«آثار
الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي»: (2/ 132)].
|
خطورة التمسك بالمتشابه
|
«إِنَّ الزَّائِغَ المتّبِعَ لِمَا
تَشَابَهَ مِن الدَّلِيلِ لاَ يَزَالُ فِي رَيْبٍ وَشَكٍ؛ إِذِ المتَشَابِهُ لاَ
يُعْطِي بَيَانًا شَافِيًا، وَلاَ يَقِفُ مِنْهُ مُتَّبِعُهُ عَلَى حَقِيقَةٍ،
فَاتِّبَاعُ الهوَى يُلْجِئُهُ إلى التمَسُك بِه، والنظَرُ فيهِ لا يَتَخَلَّصُ
لَهُ، فَهُو عَلَى شَكٍ أَبَدًا، وَبِذَلكَ يُفَارِقُ الرَّاسِخَ في العِلْمِ
لأَنَّ جِدَالَهُ إِنِ افْتَقَرَ إِلَيْه فَهُو في مَوَاقِعِ الإشْكَالِ العَارِضِ
طَلَبًا لإزَالَتِهِ فَسُرْعَانَ مَا يَزُولُ إِذَا بُيِّنَ لَهُ مَوْضِعُ
النَّظَرِ، وَأَمَّا ذُو الزيْغِ فَإِنَّ هَوَاهُ لاَ يُخلِيهِ إِلَى طَرْحِ
المتَشَّابِهِ فَلاَ يَزَالُ فِي جِدَالٍ عَلَيْهِ وَطَلَبٍ لِتَأْوِيلِهِ».
[«الاعتصام» للشاطبي: (2/ 236)]
|
الانتفاع بكتب أهل الباطل
|
«وَالمقْصُودُ: أَنَّ كُتُبَ أَهْلِ الكَلاَمِ يُسْتَفَادُ مِنْهَا رَدُّ
بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَهَذَا لا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مَنْ لا يَحتَاجُ إِلَى
رَدِّ المقَالَةِ البَاطِلَةِ، لِكَوْنِهَا لَمْ تَخْطُرْ بِقَلْبِهِ، وَلاَ
هُنَاكَ مَنْ يُخَاطِبُهُ بِهَا، وَلا يُطَالِعُ كِتَابًا هِيَ فِيهِ. وَلاَ
يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ لَمْ يَفْهَم الرَّدَ، بَلْ قَدْ يَسْتَضِرُّ بِهِ مَنْ عَرفَ
الشُّبْهَةَ، وَلَمْ يَعْرِفْ فَسَادَهَا وَلَكِنْ المقْصُودُ هُنَا: أَنَّ هَذَا
هُوَ العِلْمُ الذي في كُتُبِهِمْ؛ فَإنَّهُمْ يَرُدُّونَ بَاطِلاً بِبَاطِلٍ،
وَكِلاَ القَوْلَيْنِ بَاطِلٌ».
[«منهاج السنة» لابن تيمية: (5/ 283)]
|
مراتب العلم والعمل
«فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ تَعَلُّمُ الخيْرِ، وَالعَمَلُ بِهِ، فَمَنْ جَمَعَ
الأَمْرَيْنِ جَمِيعًا؛ فَقَدِ اسْتَوْفَى الفَضْلَيْنِ مَعًا، وَمَنْ علمَهُ وَلم
يَعْمَلْ بِهِ، فَقَدْ أَحْسَنَ في التَعَلُّمِ، وَأَسَاءَ في تَرْكِ العَمَلِ بهِ،
فَخَلَطَ عَمَلاً صَالحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ لَمْ
يَعْلَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَهَذَا الذِّي لاَ خَيْرَ فِيهِ أَمْثَلُ
حَالَةً، وَأَقَلُّ ذَمًّا مِنْ آخَرَ يَنْهَى عَنْ تَعَلُّمِ الخيْرِ وَيَصُدُّ
عَنْهُ، وَلَوْ لَمْ يَنْهَ عَنِ الشَّرِ إلاَّ مَنْ لَيْسَ فِيهِ مِنْهُ شَيْءٌ،
وَلاَ أَمَرَ بِالخيْرِ إلاَّ مَنِ اسْتَوْعَبَهُ لما نَهَى أَحَدٌ عَنِ شَرٍ وَلاَ
أَمَرَ بِخَيْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ،
وَحَسْبُكَ بِمَنْ أَدَّى رَأْيُهُ إِلَى هَذَا فَسَادًا وَسُوءَ طَبْعٍ وَذَمَّ
حَالٍ، وَبالله تَعَالَى التَوْفِيقُ».
[«مداواة النفوس»
لابن حزم:
(85)].
الحكمة من وقوع بعض المخلصين في الأخطاء
|
«واعْلَمْ أَنَّ الله تَعَالَى قَدْ يُوقِعُ بعضَ المخْلِصينَ في شَيْءٍ
مِن الخطَإِ، ابْتِلاءً لغَيْرِه، أَيَتَبِعُون الحقَّ ويَدَعُونَ قَوْلَه،
أَمْ يَغْتَرُون بفَضْلِه وَجَلاَلَتِه؟ وهُو مَعْذُورٌ، بَلْ مَأْجُورٌ
لاجْتِهَادِهِ وقَصْدِهِ الخَيْرَ، وَعَدَمِ تَقْصِيرِهِ.
وَلَكن مَنِ اتَّبَعَهُ مُغْتَرًا بِعَظَمَتِهِ بِدُونِ التِفَاتٍ إِلَى
الحُجُجِ الحقِيقِيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يَكُونُ مَعْذُورًا، بَلْ هُوَ عَلَى
خَطَرٍ عَظِيمٍ.
وَلَمَّا ذَهَبَتْ أُمُّ المؤْمِنِينَ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا إِلَى
البَصْرَةِ قَبْلَ وَقْعَةِ الجَمَلِ، أَتْبَعَهَا أَمِيرُ المؤْمِنِينَ
عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ ابْنَهُ الحَسَنَ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِر
رَضِيَ الله عَنْهُمَا لِيَنْصَحَا النَّاسَ، فَكَانَ مِنْ كَلاَمِ
عَمَّارَ لأهْلِ البَصْرَةِ أَنْ قَالَ: «وَالله إِنَّهَا لَزَوْجَةُ
نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاكُمْ بهَا، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ
تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ؟».
وَمِنْ أَعْظَمِ الأَمْثِلَةِ في هَذَا المعْنَى، مُطَالَبَةُ فَاطِمَةَ
رَضِيَ الله عَنْهَا بميرَاثِهَا مِنْ أَبِيهَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلهِ
وَسَلَّمَ، وَهَذَا ابْتِلاَءٌ عَظِيمٌ لِلْصِدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ
ثَبَّتَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ».
[«رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله» للمعلمي اليمني: (152-153)].
|
التعليم السني السلفي
|
«وقال الإمام ابن حزم في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا
يتعلمون الدين-: «كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون الثلاثة-
يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى
البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه»، ومن راجع كتاب العلم
من صحيح البخاري ووقف على كتاب جامع العلم للإمام ابن عبد البر -عصري ابن حزم
وبلديه وصديقه- عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ
قرون وقرون؟»
[«آثار الإمام ابن باديس»
ابن باديس (4/ 78)]
|
نصيحة نافعة ووصية جامعة
|
«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة
الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد
عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه
أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان
إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين
وأتباع التابعين
وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو عقدا أو
احتمالا فإنّه باطل من أصله -مردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكان-
فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة
-من الكتاب والسنة-، وأقوال أساطين الملة -من
علماء الأمصار- وأئمة الأقطار -وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا
يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»
[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (3/ 222) ]
|
دفع الباطل بباطل من الباطل
|
«وقد روى في التوسع فيه على العيال آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد
بن المنتشر عن أبيه قال بلغنا: «أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه
سائر سنته» رواه ابن عيينة وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله، والأشبه أن هذا وُضع لما
ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة، فإنّ هؤلاء أعدوا يوم عاشوراء مأتما فوضع أولئك
فيه آثارا تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيدا، وكلاهما باطل»
[«اقتضاء الصراط المستقيم» ابن
تيمية (2/ 129)]
|
أتباع النبي صلى الله عليه وسلّم هم الفرقة الناجية
|
قال
شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة النّاجية: «وبهذا يتبيّن
أنّ أحقَّ النّاسِ بأنْ تكونَ هي الفرقةَ النّاجيةَ أهلُ الحديثِ والسّنّةِ، الذين
ليس لهم متبوعٌ يتعصّبون له إلاّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، وهم أعلمُ
النّاسِ بأقوالِه وأحوالِه، وأعظمُهم تمييزًا بين صحيحِها وسقيمِها، وأئمّتُهم
فقهاءُ فيها وأهلُ معرفةٍ بمعانيها، واتّباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً
لمن والاها ومعاداةً لمن عاداها، الذين يروون المقالاتِ المجملةَ إلى ما جاء به من
الكتابِ والحكمةِ، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصولِ دينِهم وجُمَلِ
كلامِهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرّسولُ، بل يجعلون ما بُعث به الرّسولُ
مِنَ الكتابِ والحكمةِ هو الأصلَ الذي يعتقدونه ويعتمدونه»
[«مجموع الفتاوى» ابن
تيمية
(3/
129)].
|
بالتوحيد تنال السعادة
|
«المهم بنا
أيها الإخوة أن نحرص على بث روح التوحيد، توحيد الألوهية في نفوس الناس حتى يكون
هدف الإنسان وجه الله والدار الآخرة في جميع شؤونه في عباداته وأخلاقه ومعاملاته
وجميع شؤونه، لأن هذا هو المهم أن يكون الإنسان قصده ورجاؤه وإنابته ورجوعه إلى
الله عز وجل وبهذا التوحيد أعني توحيد الألوهية والعبادة ينال العبد سعادة الدنيا
والآخرة»
[ «مجموع رسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين»
ابن عثيمين (7/ 351)]
|
ربط التعليم بالعلماء
|
«فالتعليم مربوط بالعلماء من حيث وضع خططه ومناهجه ومتابعته وتنميته.
ومتى انفك التعليم عن العلماء ضاع وتغير وحل محله الجهل وفساد العقائد وهذا ما
يريده الأعداء حينما دسوا على الإسلام فرقة الخوارج والمعتزلة الذين اعتزلوا
العلماء ووضعوا لأنفسهم مناهج خاصة نتج عنها الضلال والانحلال وتعددت الفرق الضالة
التي ما زال المسلمون يعانون منها ويحاربون أفكارها»
[صالح الفوزان «الموقع الرسمي»
].
|
لا قومية و لا عصبية في الإسلام
|
قال
ابن تيمية -رحمه الله-: «وكلُّ ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسب أو بلد، أو
جنس أو مذهب، أو طريقة: فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم رجلان من المهاجرين
والأنصار فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا
للأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَبِدَعْوَى
الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» وغضب لذلك غضبًا شديدًا»
[«السياسة
الشرعية» ابن تيمية (84)
].
|
ليس الشّأن أن تحبّ، إنّما الشّأن
أن يحبَّك الله باتّباعك نبيّه
|
قال ابن كثير رحمه
الله عند تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل
عمران: 31]
«هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كلِّ من ادّعى محبّةَ اللهِ وليس هو على الطّريقةِ
المحمّديّةِ؛ فإنّه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ حتّى يتّبعَ الشّرعَ المحمّديَّ
والدّينَ النّبويَّ في جميعِ أقوالِه وأحوالِه؛ كما ثبت في الصّحيح عن رسولِ اللهِ
صلّى اللهُ عليه وسلّم أنّه قال: «مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»
ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ
اللهُ﴾ أي: يحصلْ لكم فوق ما طلبْتم من محبّتِكم إيّاه، وهو محبّتُه إيّاكم، وهو
أعظمُ من الأوّلِ، كما قال بعضُ الحكماءِ العلماءِ: «ليس الشّأنُ أن تحبَّ، إنّما
الشّأنُ أن تُحَبَّ»، وقال الحسنُ البصريُّ وغيرُه من السّلفِ: زعم قومٌ أنّهم
يحبّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآيةِ، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾».
[«تفسير القرآن العظيم» ابن كثير (1/
340)]
|
|
0 تعليقاتك تهمنا:
إرسال تعليق