قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن أصر على فعل البدع وتحسينها فانه ينبغي أن يعزر تعزيرا يردعه وأمثاله عن مثل ذلك، ومن نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الباطل خطأ فإنه يعرف فإن لم ينتهِ عوقب، ولا يحل لأحد أن يتكلم في الدين بلا علم ولا يعين من تكلم في الدين بلا علم أو أدخل في الدين ما ليس منه)[55]*

وقال في "الرد على الاخنائي": (من قامت عليه الحجة من أهل البدع يستحق العقوبة وإلا كانتاعماله البدعية المنهي عنها باطلة لا ثواب فيها وكانت منقصة له خافضة مسقطة لحرمته ودرجته فإن هذا حكم أهل الضلال وجزاؤهم والله حكم عدل لا يظلم مثقال ذرة وهو عليم حكيم)[56]

وقال أيضا: (والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع ...)[57]

وقال أيضا: (والتعزير أجناس فمنه ما يكون بالتوبيخ والزجر بالكلام ومنه ما يكون بالحبس ومنه ما يكون بالنفي عن الوطن ومنه ما يكون بالضرب)[58]

ومن نظر في سير ولاة أمور المسلمين المتمسكين بالإسلام يرى أنهم قد أنزلوا أنواعا من التعزيرات بأهل البدع واعتبر بقصة صبيغ بن عسل الذي كان يبحث عن المتشابهات في القرآن فضربه عمر حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب الذي في رأسي[59]

-------------------
[56] - نقلا من كتاب طريق الوصول ص 163
[57] - مجموع فتاوى 28/205
[58] - مجموع فتاوى 28/107 .
[59] - والقصة عند اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة بسند صحيح .

___________________________
المصدر: (أصل منشأ الفتن في الدين ممن لم يرسخ في علم الشريعة) مقال للشيخ محمد الإمام حفظه الله