جديد الموقع



السبت، 18 أبريل 2015

تهديد علماءنا بالمحاكم والقضاء لما حذروا الناس من الأخطاء]




الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في [عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص/ 13)]:
 ((...وأمر رسوله بالصبر لِحُكمِه وأخبر أن صبره انما هو به وبذلك جميع المصائب تهون فقال: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، وقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} .
والصبر آخيّة المؤمن التى يجول ثم يرجع إليها وساق إيمانه الذى اعتماد له الإ عليها فلا ايمان لمن لا صبر له وان كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه ممن يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ولم يحظ منهما الإ بالصفقة الخاسرة فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقوا إلى أعلى المازل بشكرهم فساروا بين جناحى الصبر والشكر إلى جنات النعيم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واله ذو الفضل العظيم)).
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في مقدمة  كتابه [ مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]:
((إن على المسلم، وخاصة حملة العلم الشرعي، لَواجباتٌ عظيمة نحو الأمة الإسلامية والشباب، يرجع معظمُها:
أولاً: إلى بيان الحق، والفصْل بينَه وبين الباطل وبين الهدى والضلال؛ قال تعالى: {وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيِّنُّنه للناس ولا تكتمونَه}،  وقال تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل اللهُ من الكتاب ويشترون به ثمنًا قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلاّ النارَ ولا يكلِّمُهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم}، وقال تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيِّنات والهدى من بعد ما بينّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوبُ عليهم وأنا التوّاب الرحيم}...)).
وقال -حفظه الله- في نفس المصدر:
((...وإني لأرجو الله أن يوفِّق كل عالم مخلص يشعر بثقل الأمانة التي حملها، ويشعر بعظم المسئولية أمام الله أن ينهضوا بواجب النصح والبيان لهؤلاء الشباب وغيرهم حتى يقيموهم على المحجّة البيضاء التي تركَهم عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، والتي لا يزيغُ عنها إلا هالك.
وأرجو الله أن يوفقهم ليسلكوا مسلك أئمة الإسلام في بيان الحق والتحذير من الشرك والبدع وأهلِها كالإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام البخاري، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، والآجُرّي، واللالكائي، وابن بَطّة، وابن تيميّة، وابن القَيِّم، وابن عبد الوهاب، وأمثالهم ممن صدعَ بالحق ولم تأخذهم في الله لومةُ لائم)).
وقال العلامة ابن القيم -رحمه الله- كما في [مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص/52)]:
((ومعلوم أنه إذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق تولد بينهما جهل الحق وإضلال الخلق)).
وبسبب الصدع بالحق وتحذير العامة من الباطل وأهله تعرض أصحاب المنهج السلفي إلى التهديد بالمحاكم والقضاء من قبل أهل الأهواء والغرض من هذا الهجوم هو إسكات السلفيين؛ حتى لا تنكشف ولا تظهر حقيقتهم بين الناس؛ وحتى يتم لهم ما يريدون من حرف الشباب عن الحق، والواجب على السلفيين عدم الرضوخ لهذه الهجمة الشرسة، والصبر على ما يصيبهم من وراء ذلك من أجل تقديم النصح للمسلمين، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟! قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". 
وهذه نماذج من تهديدات أهل البدع والأهواء للسلفيين بالمحاكم والقضاء:

1- 🌿قال الشيخ أحمد النجمي -رحمه الله- في [دحر الهجمة الحزبية على بعض دعاة السلفية (ص32-34)]:
(( ...وزاد الطين بلة –كما يقولون- كوني استنكرت الحزبيات، وبينت ما فيها في عدة مناسبات، وألفت بعض الكتب في بيان ما في تلك المناهج الحزبية من مخالفات للشرعية الإسلامية، لذلك انبرى إبراهيم حسن منتصراً لهم ...))
🌱ثم قال -رحمه الله-: ((... فأبى أن يسمع كلامي، وأصرّ إلا أن يتعبني، وكتب إلى القاضي، وجلسنا عنده عدة جلسات ... إلخ)).
🌿2- قال الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله- في مقاله [لدكتور عيسى الغيث غنيمة باردة للتغريبيين]:
 ((جاء فيما نشر عنه: «داعياً جميع الأعضاء أن يتقدموا إلى المحكمة الجزائية بالمدينة المنورة من أجل أن يطبق حكم الله عليه تجاه اتهاماته للعضوات بـ «السفور» والأعضاء بأنهم يمازحون العضوات»، «مؤكداً أن عضوات المجلس لو تقدمن بدعوى ضده ــ سواء كانت في الحق العام أو الخاص ــ فإنهن سيكسبنها».
أقول: اشتهر عنه تهديد كل من يخالفه برفعه إلى القضاء، وذكر هنا أن من يقاضيني سيكسب القضية، وقد بينت في رقم (2)و(3) الماضيين أن الأمر بالعكس؛ لأني ما قلت عن أعضاء وعضوات مجلس الشورى ما زعم أني قلته فيهم، وذكرت أن قاموس اللغويين يُطلِق على كشف المرأة وجهها سفوراً، وأن أبرز علماء العصر يطلق على كشفه سفوراً، وهذا بخلاف قاموس التغريبيين ومن يخدمهم فإن كشف الوجه عندهم احتجاب وليس بسفور، والسفور عندهم أن تخرج المرأة شعرها!)).
🌿3- وقال الشيخ مقبل -رحمه الله- في شريط عن عبد الله السبت: 
((...وصلتني رسالة من أخ من الإمارات الشارقة، وقد وصلتني منه قبل يستفتيني فيها عن عبد الله السبت، وأجبت عليه برسالة، وبعد أن وصلت الرسالة إليه، قال أخذها عبد الله السبت،... وقال هذا ليس بخط أبي عبد الرحمن، 
ورفع على الأخ قضية إلى المحكمة، أنه نشر منشوراً عني فيه التنقص عليه والمنشور ليس لي، فكتب إلي الأخ: أنه يريد أن يسمعه بصوتي، من أجل أن يقدمه لمن يطالبه عنده، 
وهذا إخواني في الله، هذا شأن العاجز أن يرفع القضية إلى المحكمة، العاجز الذي ما عنده علم كما ذكر هذا ابن القيم رحمه الله تعالى...)).
🌿4- قال الشيخ مقبل -رحمه الله- في رده على الزنداني:
((نهب انفسنا لله عز وجل، ماذا تفعل يا عبد الله الزنداني وقضيتك التي ترفعها إلى القضاء، أنت وأصحابك مطعون فيكم لأنكم تحرفون الكلم عن مواضعه...)).
المصدر

0 تعليقاتك تهمنا: